صدر حديثًا عن مركز توثيق وبحوث أدب الطفل التابعة لدار الكتب والوثائق القومية، العدد "19-20" من مجلة "أدب الأطفال.. دراسات وبحوث"، ويتضمن العدد مجموعة من الأبحاث والمقالات العلمية الهامة، بالإضافة إلى شخصية العدد، كما يتضمن عرض للمؤتمرات والندوات ومجموعة من الرسائل العلمية في مجال الطفولة، ويختتم بقائمة لأحدث الإصدارات من كتب الكبار وكتب الأطفال.
دار الكتب والوثائق القومى بدأت فكرة إنشائها عندما تمت الحاجة إلى المحافظة على ثروة مصر الثقافية والعلمية، فهى ذاكرة الأمة، وبمثابة مكتبة عامة متاحة للجمهور، وفى عام 1870م، تم وضع قانون دار الكتب المصرية الأول ولائحة نظامها، وبمقتضاه قامت دار الكتب، وبدأت صفحة جديدة من صفحات تاريخ مصر الفكرى.
وكانت لدى الخديوى إسماعيل "1863- 1879"رغبةٌ في إنشاء "كتب خانة عمومية"؛ لجمع شتات الكتب من المساجد وخزائن الأوقاف وغيرها، لحفظها وصيانتها من التلف؛ واقترح علي مبارك على الخديو إسماعيل إنشاء دار كتب على نمط المكتبة الوطنية في باريس، حيث أعجب بها حينما أُرسل ضمن البعثة التي أُوفدت لدراسة العلوم العسكرية سنة 1844. وبناء على ما عرضه على باشا مبارك أصدر الخديو إسماعيل الأمر العالي رقم 66 بتأسيس الكتبخانة في 20 ذي الحجة 1286هـ (23 مارس 1870م)، في سراي مصطفى فاضل باشا "شقيق الخديو إسماعيل" بدرب الجماميز لتكون مقراً للكتب خانة.
فى سنة 1880 ضاقت الكتبخانة بمقتنياتها، ثم نقلت سنة 1889م إلى الطابق الأول "السلاملك"، من السراي نفسها، ومع تزايد رصيد الكتب خانة أصدر الخديو عباس حلمي الثاني في سنة 1896 أمراً بنزع ملكية الأرض وتخصيصها لبناء الكتبخانة الخديوية عليها، ولكن هذا المشروع لم يتحقق.
وفى سنة 1899 وضع الخديو عباس حلمي الثانى حجر الأساس لمبنى يجمع بين الكتبخانة الخديوية ودار الآثار العربية "متحف الفن الإسلامي حالياً" في ميدان باب الخلق "ميدان أحمد ماهر فيما بعد"، وخصص الطابق الأرضي من المبنى لدار الآثار العربية، وطابقه الأول بمدخل مستقل لدار الكتب الخديوية. وفي 5 مارس 1904 افتتحت الكتبخانة أبوابها للجمهور.
وفي سنة 1959، حسب ما ذكر الموقع الرسمى لدار الكتب والوثائق، طالب ثروت عكاشة، وزير الثقافة ورئيس المجلس الأعلى لدار الكتب في ذلك الوقت- بتمويل مشروع المبنى الجديد للدار، من ريع أوقاف الدار. وفي 23 يوليو 1961، وُضع حجر الأساس للمبنى الجديد على كورنيش النيل برملة بولاق، وبُدىء في نقل رصيد الدار والموظفين إلى المبنى الجديد تدريجيا ابتداء من سنة 1971 وحتى 1978 وذلك بالرغم من عدم استكمال المبنى؛ لانتقال دار الوثائق التاريخية، والمكتبة المركزية من قصر عابدين إلى مبني باب الخلق.