استمرت الأحداث فى التاريخ الإسلامى، وفى سنة 150 هجرية وقعت حرب كبيرة ناحية خراسان، ومات جعفر ابن الخليفة أبو جعفر المنصور، ما يقوله التراث الإسلامى؟
يقول كتاب البداية والنهاية للحافظ بن كثير "ثم دخلت سنة خمسين ومائة من الهجرة":
فيها: خرج رجل من الكفرة يقال له: أستاذسيس، في بلاد خراسان فاستحوذ على أكثرها، والتف معه نحو ثلاثمائة ألف، وقتلوا من المسلمين هنالك خلقا كثير، وهزموا الجيوش في تلك البلاد، وسبوا خلقا كثيرا، وتحكم الفساد بسببهم، وتفاقم أمرهم، فوجه المنصور خازم بن خزيمة إلى ابنه المهدي ليوليه حرب تلك البلاد، ويضم إليه من الأجناد ما يقاوم أولئك.
فنهض المهدي في ذلك نهضة هاشمية، وجمع لخازم بن خزيمة الأمرة على تلك البلاد والجيوش، وبعثه في نحو من أربعين ألفا، فسار إليهم وما زال يراوغهم ويماكرهم ويعمل الخديعة فيهم حتى فاجأهم بالحرب، وواجههم بالطعن والضرب، فقتل منهم نحوا سبعين ألفا، وأسر منهم أربعة عشر ألفا، وهرب ملكهم أستاذسيس فتحرز في جبل.
فجاء خازم إلى تحت الجبل وقتل أولئك الأسرى كلهم ولم يزل يحاصره حتى نزل على حكم بعض الأمراء، فحكم أن يقيد بالحديد هو وأهل بيته، وأن يعتق من معه من الأجناد - وكانوا ثلاثين ألفا - ففعل خازم ذلك كله، وأطلق لكل واحد ممن كان مع أستاذسيس ثوبين، وكتب بما وقع من الفتح إلى المهدي، فكتب المهدي بذلك إلى أبيه المنصور.
وفيها: عزل الخليفة عن إمرة المدينة جعفر بن سليمان وولاها الحسن بن زيد بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب.
وفيها حج بالناس: عبد الصمد بن علي عم الخليفة.
وتوفي فيها: جعفر بن أمير المؤمنين المنصور ودفن أولا بمقابر بني هاشم من بغداد، ثم نقل منها إلى موضع آخر.
وفيها توفي: عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج، أحد أئمة أهل الحجاز، ويقال: إنه أول من جمع السنن، وعثمان بن الأسود، وعمر بن محمد بن زيد.