دار الكتب والبريد وقناة السويس وصندوق الدين..إنشاءات فى عهد الخديوى إسماعيل

فى مثل هذا اليوم 2 مارس من عام 1895م، رحل عن عالمنا الخديوى إسماعيل حفيد محمد على باشا الكبير، وهو الحاكم الخامس من الأسرة العلوية الذى يتولى البلاد، وأول من يلقب بالخديوى من حكام مصر، وذلك فى 18 يناير 1863م، والذى شهد عهده العديد من الأحداث التى نستعرض أبرزها خلال السطور التالية. "إنشاء هيئة البريد المصرى" فى 2 يناير من عام 1865م أسس الهيئة القومية للبريد المصرى، لأنه أراد أن يحول مصر إلى قطعة من أوروبا، فعمل على إدخال النظم الأوروبية لجميع مرافق الدولة، ويقول كتاب "البريد فى بر مصر" للكاتب والباحث عبد الوهاب شاكر: نظرا لأن المواصلات البريدية كانت من أهم وسائل تقدم الشئون التجارية والاجتماعية، فقد اهتم إسماعيل بالبريد اهتماما ملحوظا، وأدرك الخديوى إسماعيل أهمية تمصير مرفق البريد، وفى عام 1865 دمج البريد الحكومى والبريد الإفرنجى الذى كان يمتلكه الأجانب فيما عرف باسم "البوسطة الخديوية". وفى عام 1865 صدر الأمر بتكليف موتسى بك رئيس مصلحة البريد بالسفر إلى أوروبا للتوصية على طبع طوابع البريد لاستعمالها فى التخليص على المراسلات أسوة بما يحدث فى أوروبا، وقد اعتبرت هذه الطوابع كالعملة النقدية و كانت لها قيمة مقررة، و قد سلمت تلك الطوابع إلى المالية فور وصولها إلى القاهرة لتحفظ بها تمهيداً لطرحها فى الأسواق، و قد بدأ إستخدام طوابع البريد لأول مرة. "افتتاح قناة السويس" في عهد الخديو إسماعيل افتتحت قناة السويس، للملاحة البحرية، وذلك فى نوفمبر من عام 1869، حيث انتهى العمل بها بعد عشر سنوات في عهد الخديوى إسماعيل الذى سافر إلى أوروبا في 17 مايو 1869 لدعوة الملوك والأمراء ورؤساء الحكومات ورجال السياسة والعلم والأدب. من أهم ضيوف الحفل كانت الإمبراطورة أوجيني الصف، وإمبراطور النمسا، وولي عهد بروسيا، ولي عهد هولندا وعقيلته، والأمير هنرى شقيق ملك هولندا، ومدام اليوت عقيلة سفير إنجلترا بتركيا، والسفير إليوت والأميرة مورا، والأمير هوفمان لو فمدام أغنانيف فالجنرال أغنانيف. "إنشاء كوبرى قصر النيل" كان الخديوى إسماعيل قد أمر بإنشاء كوبرى يصل بين القاهرة والجزيرة، فى عام 1869م، وبعد اكتمال بنائه فى 1871، أمر تصميم أربعة سباع على رأس الكوبرى من الجانبين، وبالفعل تم تصنيعهم من قبل الفنان الفرنسى أوجين جليوم الذى صنعهم فى فرنسا، ليأتى بهم إلى الإسكندرية ثم إلى مكانهم الحالى بقصر النيل. وبدْأ إنشاء الكوبرى عام 1869 فى عهد الخديوى إسماعيل بتكلفة 113 ألف و850 جنيه مصرى، ثم كلف إسماعيل شريف باشا ناظر الداخلية فى أبريل 1871 بالاتصال بالنحات الفرنسى العالمى ألفريد جاكمار لعمل 4 تماثيل لوضعها بجانب تمثال محمد على باشا الموجود بالإسكندرية، واقترح جاكمار بدوره أن تكون تلك التماثيل متوسطة الحجم وكلف لجنة من المثال أوجين جليوم والمصور جان ليون لتتولى مهمة الإشراف على صناعة التماثيل، وخصص مبلغ 198 ألف فرنك للإنفاق على المشروع، تم تصنيع التماثيل من البرونز فى فرنسا ونقلت إلى الإسكندرية ومنها إلى موضعها الحالى على مدخلى كوبرى قصر النيل، وتم عملها من البرونز المفرغ بطريقة التشكيل التشريحى للأعضاء الرئيسية لجسم الأسد وهى تمثل قيمة فنية وتاريخية وحضارية. "تأسيس دار الكتب" فى عام 1870م، وبناءً على اقتراح على باشا مبارك ناظر ديوان المعارف آنذاك، أصدر الخديوى إسماعيل الأمر العالى بتأسيس دار للكتب بالقاهرة "الكتبخانة الخديوية المصرية"، لتقوم بجمع المخطوطات والكتب النفيسة التى كان قد أوقفها السلاطين والأمراء والعلماء على المساجد والأضرحة والمدارس ليكون ذلك نواة لمكتبة عامة على نمط دور الكتب الوطنية فى أوربا، وتم تأسيس الكتب خانة الخديوية المصرية فى الطابق الأرضى بسراى الأمير مصطفى فاضل، شقيق الخديوى إسماعيل، بدرب الجماميز. وفى مثل هذا اليوم 29 يوليو من عام 1870م، تم وضع قانون دار الكتب المصرية الأول ولائحة نظامها، وبمقتضاه قامت دار الكتب، وبدأت صفحة جديدة من صفحات تاريخ مصر الفكرى. ويعتبر هذا القانون أول القوانين واللوائح التى نظمت العمل بدار الكتب، ونصت بعض بنود القانون على شدة مراقبة المترددين على المكتبة وملاحظتهم أثناء خروجهم منها؛ حتى لا يأخذوا معهم شيئا من متعلقات المكتبة. كما نص القانون على شروط الانتفاع بخدمات الكتبخانة وطرق المحافظة على المكتبة مما يدل على تقدم الخدمة المكتبية، وكيفية حفظ مقتنياتها، وصيانتها، ووقايتها من التلف، وتداولها وتيسيرها للمترددين، وكذلك شمل عقد مجلس للنظر فى شئون الكتبخانة. "إنشاء صندوق الدين بمصر" فى 2 مايو عام 1876م، أنشئ صندوق الدين بمصر، بعد أن عجز الخديوى إسماعيل عن سداد أقساط ديون بلاده المستحقة للبنوك الأوروبية، والذى كان له أثر كبير فى تدخل العديد من الدول الأجنبية فى السياسات الداخلية للبلاد، ومن ثم الاحتلال الإنجليزى لمصر. كان لجنة دولية تأسست بمرسوم من الخديوى إسماعيل فى 2 مايو 1876 للاشراف على سداد الحكومة المصرية ديونها للحكومات الأوروبية، التى تراكمت فى عصر إسماعيل، وكان الصندوق فى البداية يرأسه أمين وثلاثة مفوضون يمثلون حكومات النمسا-المجر، فرنسا وإيطاليا. شعر الخديوى بارتباك الحالة المالية، وما تنطوى عليه من الأخطار، وما يجر إليه سخط الماليين والأوروبيين من العواقب، فأراد استرضاء الدائنين بوضع نظام يكفل لهم استيفاء ديونهم، فطلب إلى وكلاء الدائنين بمصر وضع النظام الذى يرتضونه، فقدم وكلاء الماليين الفرنسيين مشروعا بإنشاء صندوق الدين وتوحيد الديون، أما الماليون الإنجليز فإنهم لم يشتركوا فى هذه المفاوضات، انتظارا للخطة التى ترسمها الحكومة. "طرد الوزراء الأجانب من حكومته" فى 7 أبريل من عام 1879، دعا الخديو جميع القناصل الأجانب فى اجتماع كبير فى قصر عابدين شهده أقطاب الحركة الوطنية الدستورية وأعلن أمام الجميع قبوله برنامج الإنقاذ الوطنى الذى قدمته الحركة الوطنية وقتها، هو يتضمن تعيين حكومة مصرية خالصة، وأن الأمير محمد توفيق قدم استقالته، وأن الاختيار وقع على محمد شريف باشا لتولى الوزارة، وأن مهمته الأولى ستكون إعداد دستور، وقانون انتخاب، ونظام جديد يستطيع تحقيق الأمانى التى أجمعت عليها طبقات الشعب. لكن الوزيران الأوربيان احتجا على اللائحة الوطنية وعلى قبول الخديوى لها، وبعثا باحتجاجهما إلى الخديوى، فبادر الخديوى من فوره إلى تكليف محمد شريف باشا بتشكيل الوزارة، واعترضت بريطانيا وفرنسا على اللائحة وعلى موافقة الخديو وتقدما باحتجاج اعنف من الاحتجاج السابق، وعلى عزل الوزيرين على أساس أن أحدا فى مصر لا يملك إصدار قوانين مالية تمس حقوق الأجانب بغير اتفاق، وأمام ضغط الدولتين وافق البابا العالى فى تركيا على عزل إسماعيل فى 26 يونيو عام 1879.



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;