يحتل الكاتب الروسىفيودور ديستوفسكىمكانة كبرى في أوروبا وتحديدا في إيطاليا، على الرغم من الأحاديث التى ثارت حول منع تدريسه في جامعة إيطالية وقد أقيمت له الأنصبة والتماثيل هناك لعيشه في إيطاليا فترة من الزمن، وقد سافر فيودور ديستوفكسى إلى أوروبا الغربية لأول مرة في 7 يونيو 1862، زار خلالها كولونيا، وبرلين، ودرسدن، وفيسبادن، بلجيكا، وباريس، ولندن، كما سافر إلى سويسرا مروراً بالعديد من مدن شمال إيطاليا بما فيها تورينو وليفورنو وفلورنسا.
وقد دون انطباعاته عن تلك الرحلة في ذكريات شتاء عن مشاعر صيف، حيث انتقد فى تلك المقالة الرأسمالة والتحديث والمادية والكاثوليكية والبروتستانتية، وظهر فيها أهم مبادئ فلسفته التي خلَّدها برواياته لاحقاً.
بدءاً من أكتوبر 1863، بدأ فيودور رحلةً أخرى إلى أوروبا الغربية، وقابل حبيبته الثانية بولينا سوسلوفا في باريسفي عام 1864 توفيت زوجته ماريا وشقيقه ميخائيل، وأصبح دوستوفيسكي الوالد القانوني الوحيد لابن زوجته، والمنفق الوحيد على عائلة شقيقه، بعد فشل مجلّة إيبوتش التي أسّسها مع شقيقه وذلك بعد منع مجلة فريميا، ساء وضع فيودور المالي، وكان يحصل على مساعدات بسيطة من أقاربه وأصدقائه منعاً للإفلاس الكامل.
ووفقا لنيويورك تايمز عاد فيودور دوستويفسكي للعيش في إيطاليا عام 1869 أثناء كتابة روايته "الأبله" وهو أمر مدهش فالكاتب الذي تنبع موضوعاته من الأماكن الروسية كتب روايته الأبله وهو مقيم في فلورنسا وكان قد قضى بعض الوقت خارج روسيا هربًا من الدائنين.
كتب ديستوفسكى عن إقامته لمدة تسعة أشهر في فلورنسا في مراسلاته ، وأشار إليها باختصار في مذكراته"يوميات كاتب"، بعد شهرين من زواجه من زوجته الثانية ، آنا ، التي كانت تعمل كاتبة له عندما كان يكتب "الجريمة والعقاب".