تحل اليوم ذكرى وفاة الحسن بن الهيثم الذى يعتبر من أبرز العلماء العرب الذين قدموا إسهامات كبيرة في الرياضيات والبصريات والفيزياء وعلم الفلك والهندسة وطب العيون والعلوم بصفة عامة بتجاربه التي أجراها مستخدمًا المنهج العلمي، وله العديد من المؤلفات والمكتشفات العلمية التي أكدها العلم الحديث.
صحح ابن الهيثم بعض المفاهيم السائدة في ذلك الوقت اعتمادًا على نظريات أرسطو وبطليموس وإقليدس، فأثبت ابن الهيثم حقيقة أن الضوء يأتي من الأجسام إلى العين، وليس العكس كما ساد الاعتقاد آنذاك، وإليه تُنسب مبادئ اختراع الكاميرا، وهو أول من شرّح العين تشريحاً كاملاً ووضح وظائف أعضائها، وهو أول من درس التأثيرات والعوامل النفسية للإبصار،كما أورد فى كتابه المناظر معادلة من الدرجة الرابعة حول انعكاس الضوء على المرايا الكروية، ما زالت تعرف باسم "مسألة ابن الهيثم".
ولد ابن الهيثم في البصرة سنة 965 وتوفى في 6 مارس من عام 1040 واختلف المؤرخون حول كونه من أصل عربي أم فارسي، مع ترجيح كونه عربي الأصل وفقا لكتاب تاريخ العلوم عند العرب للدكتور مصطفى النشار.
وقد عاش ابن الهيثم إلى القاهرة معظم حياته، وهناك ذكر أنه بعلمه بالرياضيات يمكنه تنظيم فيضانات النيل حيث جاء في كتاب إخبار العلماء بأخبار الحكماء للقفطي على لسان ابن الهيثم: "لو كنت بمصر لعملت بنيلها عملاً يحصل النفع في كل حالة من حالاته من زيادة ونقصان" فوصل قوله هذا إلى الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله الذي دعاه إلى مصر لتنظيم فيضانات النيل، وأمده بما يريد للقيام بهذا المشروع، وهي مهمة التي تطلبت حينئذ بناء سد في الموقع الحالي لسد أسوان، وبعد أن تفقد الموقع أدرك عدم جدوى هذا المشروع لضعف الإمكانات المتاحة في ذاك الوقت، وخوفًا من غضب الخليفة، إدعى الجنون، فاحتجز بمنزله من عام 1011 حتى وفاة الحاكم عام 1021، وخلال تلك الفترة، كتب كتابه الأشهر المناظر كما ورد في great Islamic encyclopedia.