تحل اليوم ذكرى وفاة عبد المنعم رياض رئيس أركان حرب القوات المسلحة، الذى رحل عن عالمنا في 9 مارس من عام 1969، ويعد واحدًا من أشهر العسكريين العرب في النصف الثاني من القرن العشرين؛ حيث شارك في الحرب العالمية الثانية ضد الألمان والإيطاليين بين عامي 1941 و 1942، وشارك في حرب فلسطين عام 1948، والعدوان الثلاثي عام 1956، وحرب 1967 وحرب الاستنزاف كما أشرف على الخطة المصرية لتدمير خط بارليف، خلال حرب الاستنزاف.
وقد نعاه الرئيس جمال عبد الناصر عقب وفاته ومنحه رتبة الفريق أول ونجمة الشرف العسكرية التي تعتبر أكبر وسام عسكري في مصر، واعتبر يوم 9 مارس من كل عام هو يوم الشهيد تخليدا لذكراه.
ووفقا لمحمود عوض فى كتابه «انفراد الحرب المستحيلة، حرب الاستنزاف» فقد ذكر عن عبد المنعم رياض أنه: «لم يكن ضابطا عاديا منذ بدايته، كان عاشقا للعسكرية المصرية، مؤمنا بأنه لا حياة لمصر بغير جيش قوى يحميها، والجيش القوى الذى يستعد لحرب قادمة وليس لحرب سابقة، يعنى التبحر فى العلم العسكرى، يعنى أن يصبح القائد قدوة بسلوكه وليس بكلماته..لا يقول لجنوده تقدموا وإنما يقول لهم اتبعونى».
ووفقا لسعيد الشحات في "ذات يوم" كان عبد المنعم رياض متذوقا للشعر العربى والموسيقى العربية حيث يذكر عبدالتواب عبد الحى فى كتابه «عبد المنعم رياض- نسر مصر حيا وشهيدا»،أنه كان فى زيارة إلى العراق قبل استشهاده بأيام قليلة لحضور اجتماع قادة جيوش الجبهة الشرقية، وأقيم له عشاء فى «كازينو كسرى» ببغداد مساء 6 مارس 1969، وانطلق صوت أم كلثوم من الراديو وهى تشدو برائعتها «الأطلال» مما فرض حالة من الشجن، وتوقف أمام مقطع: «واثق الخطوة يمشى ملكا/ ظالم الحسن.. شهى الكبرياء/ عبق السحر كأنفاس الربى/ ساهم الطرف كأحلام المساء»،وقال: «قرأت كثيرا من الشعر قديمه ومعاصره، ولم أتذوق فى أشعار الغزل أحلى من هذين البيتين».