يتدفق اللاجئون عبرأوروبا بمعدل لم نشهده منذ الحرب العالمية الثانية وفقًا لما أكدته الأمم المتحدة، وكما كتب دون ديليلو في روايته "Zero K" الصادرة عام 2016 فإن "نصف العالم يعيد تصميم مطابخه؛ والنصف الآخر يتضور جوعا"، النصف الجائع في كثير من الأحيان هارب.
أطلق إدوارد سعيد على القرن العشرين اسم "عصر اللاجئين والمشردين والهجرة الجماعية"، تذكرنا الأزمة في أوكرانيا بأن القرن الحادي والعشرين لم يكن مختلفًا، نقاط التفتيش ، الملاجئ، القنابل، والمراحيض المفتوحة، الأطفال المولودين في قطارات الأنفاق، الأرق، الإرهاق، والموت المفاجئ.
أحد أسباب وصول القصص في مجموعة أنتوني فياسنا سو المنشورة بعد وفاته "أفتر بارتيس" (2021) ، إلى هذه الشهرة هو أنها أكدت كيف أن المنفى والصدمات تقسم الأجيال بشكل دائم، هكذا كتب عن العائلات الأمريكية الكمبودية إذ كان الآباء المهاجرون والأطفال المولودون في البلاد يحدقون في بعضهم البعض كما لو كانوا من ينظرون بعضهم بعضا خلال زجاج مضاد للرصاص وفقا لما ذكرته نيويورك تايمز.
في رواية الكاتب الأمريكى ذو الأصول الفيتنامية فيت ثان نجوين "The Committed" الضادرة عام 2021 والمكملة لروايته الحائزة على جائزة بوليتزر "المتعاطف" (2015) ، هناك رحلة مروعة على متن قارب حيث يفر الراوي من فيتنام إلى فرنسا، ويفكر في نفسه: إذا كنت شخصًا على متن قارب فكذلك كان الإنجليز الذين أتوا إلى أمريكا على متن سفينة ماي فلاور لكنهم كانوا محظوظين أكثر فلم تكن هناك كاميرات فيديو لالتقاطهم ولم يكونوا مصابين بالدوار وسط سفينة مليئة بالقمل تتعثر في الأمواج.
تم تحويل مسار حياة المهجرين من جذورهم، خصوصا أولئك الذين أجبروا على الفرار حفاظًا على حياتهم، على سبيل المثال لا الحصر هناك ثلاثة كتاب يعتبرون نماذج لهذه الأزمة الأمريكيين الهايتيي إدويدج دانتيكات، والأمريكي الإثيوبي ديناو مينجيستو، والكاتب والشاعر البريطاني وارسان شاير، الذي ولد لأبوين صوماليين في كينيا.
في "أطفال البحر" إحدى قصص مجموعة دانتيكات "كريك؟ كراك! (1995) يفر الهايتيون من العنف السياسي في قارب صغير مسرب معبأة ببشر تعرضوا للإذلال"هل تريد أن تعرف كيف يذهب الناس إلى الحمام على متن القارب؟" يسأل الراوي ويجيب لم يكن ذلك يحدث من الأساس.