بين الثقافة والسياسة.. لماذا تقدمت بعض الدول وتخلفت أخرى؟

قضايا متعددة، يتناول كتاب "بين الثقافة والسياسة" للدكتور محمد صابر عرب، وزير الثقافة الأسبق، تشكل كل واحدة منها قضية مستقلة، عبر من خلالها عن رؤيته فى قضايا التعليم والثقافة والفن والتاريخ، فبحكم أن التاريخ يرصد كافة تفاصيل الحياة بكل جوانبها، ركز "صابر عرب" اهتماماته التى خرجت فى شكل دراسات عكف عليها فى فترات زمنية متباعدة، بدأها بقضية العقل التى وضع لها البعض قيودا صارمة حالت دون التفكير العلمى الحر، فى وقت لم يتلفت فيه كثيرون إلى أن ما يتعارض مع العقل بالضرورة يتعارض مع الشرع، فجاءت القيود صارمة دون إعمال للعقل، فتحولت الحياة إلى فوضى عارمة، جعلت البعض يسأل: ألم يحن الوقت لكى تعاد قراءة التراث الدينى والتاريخى الذى نسبه البعض إلى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ولهذا يرى أن أهم الأسباب التى عجزنا فيها عن فهم شريعتنا، هو غياب العقل. وبعد هذه القضية، يتطرق إلى قضية الدولة الدينية، التى جاءت بها جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية، التى وجد بعض المثقفين لهم مكانة فيها، بعدما وجدوا ضالتهم فى هذا النظام الذى أوشك على تدمير الدولة المصرية بكل ثقافتها وفنونها، ليطرح السؤال الأهم، وهو لماذا تقدمت بعض الدول، وتخلفت أخرى؟ مدللا على ذلك، بالشعوب التى اعتمدت الديموقراطية وإعمال العقل، بدلا من الشعوب الأخرى التى تحصنت خلف أفكار وتقاليد ومفاهيم جامدة، اعتبروها دروعا واقية خوفا من كل ما هو جديد. وانطلاقا من كيفية وقوع المجتمعات العربية فريسة تحت النفوذ العثمانى الذى استحدث نمطا جديدا للخلافة الإسلامية أعادتها إلى كل عصور التخلف، حينما أمضينا أربعة قرون فى ظل هذه الهيمنة، نجد أن أوروبا انتقلت خلال نفس الفترة من العصور المظلمة إلى عصر التنوير والحداثة والقانون والاقتصاد، بينما فى المقابل خرجت علينا جماعة تتطالبنا بالعودة إلى ما أسموه بالخلافة الإسلامية، ولهذا فالسؤال الذى يطرح نفسه: من المسئول عن الأفكار التى تريد بنا العودة إلى زمن لم قائما، وإلى سياسات لا يمكن فهمها إلا فى ظل غياب العقل الرشيد؟. ومن بين القضايا التى يتناولها الكتاب أيضا، هموم العرب وأمراضهم سواء فى ظل الثورات العربية، أم ما قبلها بقرون بعيدة، وكيف أن العرب لم يستوعبوا دروس مآسيهم حينما وقعوا فريسة للاستعمار الأوروبى بعد أن بقوا لأكثر من أربعة قرون فريسة للاستعمار العثمانى، بل زاد الأمر سوءًا حينما أهملوا التعليم، فكانت النتيجة انخراط أبنائهم فى آتون الجماعات الإرهابية التى استباحت القتل باسم الدين، الأمر الذى يدفعنا لأن نطرح سؤالا مهما أيضا، وهو: من المسئول عن ظهور هذه الجماعات؟، وهل وضعنا سياسات تنموية قادرة على انخراط الشباب فى برامج تنموية حقيقية؟، وماذا أعددنا كدول عربية لمواجهة خطر الإرهاب، بينما لا توجد دولة عربية واحدة آمنة من هذا الطوفان الجاهل المدمر؟. هذه القضايا وغيرها التى خرجت فى شكل دراسات سياسية واجتماعية وثقافية كتبها الدكتور محمد صابر عرب، وتجسدت فى 340 صفحة هى حجم الكتاب الذى أصدرته الهيئة المصرية العامة للكتاب، موضحا خلاله تفاصيل المؤامرة الكبرى التى لا تستهدف مصر فحسب، بل تسعى لطمس هويتها ووعى أهلها باسم المشروع الإسلامى.




الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;