تمر اليوم الذكرى الـ90 على صدور فيلم أولاد الذوات وهو أول فيلم عربي ناطق، وصرح يوسف وهبي خلال لقاء نادر له بأنه أصر على أن يكون "أولاد الذوات" هو أول فيلم ناطق للعربية، دفاعًا عن الشرق الذي وصفه الغربيون بأنه همجي ومتوحش وتافه أثناء محاكمة المرأة التي قتلت الشاب المصري.
وكتب هذا الفيلم شهادة ميلاد السينما المصرية الناطقة، وقدمه عميد المسرح العربي يوسف وهبي، لتوصيل رسالة أزعجت الغرب كثيرًا حينها، وبخاصة الفرنسيين، حيث استهجنوا فكرة أن يصف العرب المرأة الفرنسية بالمادية الكاذبة.
قصة الفيلم مستوحاة من شاب مصري ثري يدعى علي فهمي، كانت تجمعه علاقة حب بامرأة أجنبية في لندن، ومن دون أسباب أطلقت عليه النار، ووقف محاميها أمام المحكمة مهاجما الشرقيين واصفا إياهم بالتخلف والوحشية بدلا من الدفاع عن موكلته، ولم يقدم دليلا واحدا على وحشية علي فهمي، غير أنه رجل شرقي متوحش لا يفي بوعده في الإنفاق، لتحصل القاتلة على حكم البراءة.
وجرى تصوير الفيلم بين مصر وباريس، وعُرض للمرة الأولى في 14 مارس عام 1932، وجمع عددا من رواد الفن في مصر، إذ أخرجه محمد كريم، وشارك في التمثيل يوسف وهبي ودولت أبيض وأمينة رزق، وشاركت كوكب الشرق المطربة الراحلة أم كلثوم بالغناء فيه.
وأثار الفيلم جدلا واسعا وهاجمت الصحف الغربية يوسف وهبي، وكان رد الأخير وقتها: "أن أشعلها جميعها ليشعروا بالتدفئة داخل منزلي"، ولم يتوقف الأمر عند حد الصحافة، فبعض الأجانب في مصر قدموا شكوى لوزارة الداخلية ضد فيلم أولاد الذوات، وطالبوا بمنعه من العرض لأنه يتضمن أسباب للنفور، وذلك حسب مذكرات المخرج محمد كريم.