تمر اليوم الذكرى 1390، على خروج النبي محمد من مكة متجهًا نحو المدينة المنورة بعدما أتم مناسك الحج فيما عرف باسم حجة الوداع، وهى أول وآخر حجة حجها الرسول محمد (ص) بعد فتح مكة، وخطب فيها خطبة الوداع التي تضمنت قيمًا دينية وأخلاقية عدة.
سُميت حجة الوداع بهذا الاسم لأن النبي محمد ودع الناس فيها، وعلمهم في خطبته فيها أمر دينهم، وأوصاهم بتبليغ الشرع فيها إلى من غاب عنها في الخامس والعشرين من شهر ذي القعدة من السنة العاشرة للهجرة أعلن الرسول محمد (ص) عن عزمه زيارة المسجد الحرام حاجاً، فخرج معه حوالي مئة ألف من المسلمين من الرجال والنساء، وقد استعمل على المدينة أبا دجانة الساعدي الأنصاري، وأحرم للحج ثم لبّى قائلاً: "لبيكَ اللهم لبيك، لبيك لا شريكَ لك لبيك، إن الحمدَ والنعمةَ لك، والملك، لا شريك لك" (صحيح بخاري، كتاب الحج، باب التلبية).
وتناولت العديد من الكتب التراثية، تفاصيل الحجة الوحيدة للنبى محمد (ص)، والتي عرفت فيما بعد تاريخيا بحجة الوداع، ومن هذه الكتب:
حجة الوداع لابن حزم
ويتكون الكتاب من 29 فصلا، يتحدث من خلالهم عن تأخر الرسول في إجراء المناسك المقدسة حتى هذا العام، مشيرا إلى أن الله أعلم النبى محمد عليه السلام الناس أنه حاج، ثم أمر بالخروج للحج فأصاب الناس بالمدينة جدري أو حصبة، منعت من شاء الله تعالى أن تمنع من الحج معه، فأعلم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن عمرة في رمضان تعدل حجة، وخرج رسول، كما ذكر الأدلة على أعمال الحج هذا حين نأخذ إن شاء الله عز وجل في ذكر الأحاديث الشواهد لكل ما ذكر.
وتطرق أيضا إلى أين صلى الله عليه وسلم الظهر يوم خروجه من المدينة إلى حجة الوداع، وتحدث عن الاختلاف في وقت دخوله صلى الله عليه وسلم مكة قال أبو محمد: حديث جابر، أنه صلى الله عليه وسلم دخل مكة في حجة الوداع صبح رابعة من ذي الحجة، والأحاديث الواردة في أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بفسخ الحج بعمرة في حجة الوداع، وذكر الأحاديث المبينة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في حجة الوداع قارنا بين عمرة وحجة أهل بهما جميعا معا.
حجة الوداع لابن كثير
ذكر ابن كثير في كتابه كيف كانت حجة الوداع، وذكر أن النقلة اختلفوا فيها اختلافا كبيرا، بحسب ما وصل كل منهم من العلم، وتفاوتوا في ذلك تفاوتا كبيرا، وأورد ما ذكره الأئمة من هذه الروايات، وجمع بينها، كما أورد كم هائلا من الروايات التي سيقت في بيان جوانب حجة الوداع المتعددة، وقد برع ابن كثير في سردها مرتبة بحسب المناسك.