عاش الأديب الكبير مجيد طوبيا حياته بلا زواج ولم يكن ذلك من فراغ بل إن له علاقة بسيكولوجية وأعماق صاحب فوستوك يصل إلى القمر وتغريبة بنى حتحوت التى حلت فى قائمة الروايات المئة الأفضل بين الروايات العربية.
ففى نفس اليوم الذى ولد فيه مجيد طوبياوالذى يمر حاليا بأزمة صحية، أجبرته على البقاء فى أحد المستشفيات، ماتت أمه وهو حدث يصبغ حياة أى إنسان بصبغته فلم تمت الأم فحسب بل إن رحيلها كان قرينا بميلاده وهو ما أدى إلى آثار عميقة على رأسها خشية عصف الموت والرغبة فى الحياة كفعل مقاومة مع عدم ضمان ذلك، فاليوم القادم قد لا يأتى أبدا، وهو ما كشف عنه الكاتب فتحي سليمان لـ "انفراد" حيث قال: إن مجيد طوبيا دائما ما كان يبقى شيئا من قوته للزمن، فإن أكل ترك جانبا من طعامه للغد، وإن استمتع متعة يود لو أنه يبقى جزءا منها لما هو آت.
وأوضح أن عدم زواج الكاتب الكبير يعود إلى نفس الفكرة إذ ظل طوال حياته يخشى من أن يجعله الموت يغادر فجأة فيبقى أبناؤه فى مهب الريح وهو ما جعله يعزف عن ربط حياته بإنسانة ترعاه وتقوم على شأنه.
وقد ظل صاحب "أبناء الصمت" وهو البالغ من العمر 85 عاما يواجه الحياة بمفرده بلا مؤسسة زواج وسط الأصدقاء والأحبة، على الرغم من كونه صاحب صولات وجولات فى عالم الكتابة.
ولا تزال مجموعته القصصية الأولى فوستوك يصل إلى القمر محفورة فى ذاكرة من عاشوا زمن النكسة وحروب الستينيات، كما أنه دخل مجال السينما من أوسع أبوابه عبر أعماله التى تحولت إلى الشاشات العملاقة فمدرس الرياضيات القادم من صعيد مصر تحول إلى عملاق فى عالم الدراما والكتابة وصحفيا وموظفا فى وزارة الثقافة دون أن يتخلى عن عادته التى رباها داخل نفسه بإبقاء شيء مما يأكل أو يشرب للذكرى وللزمن.