رغم رحيل المفكر الأديب شاكر عبد الحميد، إلا أن أعماله لا تزال باقية، وأفكاره ورؤاه صامدة أمام الزمن، خاصة تلك الأعمال التي تناول فيها علم نفس الإبداع، التخصص الذى أثرى بها المكتبة العربية بالعديد من الكتب الهامة.
تمر اليوم الذكرى الأولى على رحيل المفكر والناقد الكبير الدكتور شاكر عبد الحميد، وزير الثقافة الأسبق، الذى رحل عن عالمنا فى 18 مارس عام 2021، عن عمر يناهز 69 عاماً، حيث لعب الراحل دورًا مهمًا في الثقافة المصرية وترك بصمات بارزة فى مجال النقد الفنى، كما شارك فى إعداد أجيال من المبدعين.
وبعد رحيل الدكتور شاكر عبد الحميد، قامت الهيئة المصرية العامة للكتاب برئاسة الدكتور هيثم الحاج على، بإصدار كتاب جديد بعنوان "الفن وتطور الثقافة الإنسانية" للراحل الدكتور شاكر عبد الحميد وزير الثقافة الأسبق، ضمن سلسلة فنون التابعة لمكتبة الأسرة.
يتضمن الكتاب خلال 289 صفحة من القطع المتوسط، سبعة فصول، يتحدث فيها الكاتب عن علاقة الفن بتطور الثقافة الإنسانية، ويتناول في الفصل الأول تعريف الفن و لماذا ينبغي أن نهتم بتعريف الفن والتطورات التي طرأت عليه بعد تطور الحياة الإنسانية، وعلاقتها بتطور مفهوم الفنانين وتصورهم لحدود الفن ومداه
ويتناول الكاتب في الفصل الثاني معنى الثقافة وعلاقتها بالفنون، ويؤكد أن الثقافة العلمية لعبت أدوارا مهمة في تقدم تكنولوجيا الفنون وعالمها، كما أن الثقافة الدينية لعبت أدوارا متباينة أيضاً في تقدم الفنون وكانت أحيانا إيجابية فشجعت الفنون، أو سلبية فأعاقتها.
ويتحدث الدكتور شاكر عبد الحميد في الفصل الثالث عن الذات المتكلم، كما تعبر عن نفسها من خلال اللغة، فهى ذات مفعمة بالدوافع والمخاوف والرغبات، وأشار فى ذلك لكان و جوليا كريستيفا وقبلهما فرويد، مؤكدا أنها ليست منفصلة عن التاريخ والوعي والمجتمع وضوابطه وقيوده وأساليب الإنتاج وأشكاله وآلياته، فهى ذات تعبر عن نفسها من خلال اللغة لكنها أيضا موجودة في اللغة.
ويشير الكتاب في فصله الرابع، إلى الصور الفوتوغرافية وعلاقتها بالثقافة الإنسانية، وفي الفصل الخامس يتحدث الكاتب عن السينما و دورها فى صناعة النجوم، وفي الفصل السادس يتحدث الكاتب عن الصناعات الثقافية الإبداعية، وفي الفصل السابع يتحدث الكاتب عن نهضة مصر وروح المكان والتي يؤكد فيها على أن المصري مطبوع على حب الجمال والفن لكن الظروف لم تساعده قبل الآن على الظهور.
ويقول شاكر عبد الحميد إنه واثق بأنه توجد بين أولئك الصبيان الذين يهيمون على وجوههم في الشوارع والأزقة أدمغة ممتازة، في استطاعتها أن تخدم مصر وتحبب الفن إليهم.