تمر اليوم الذكرى الـ223 على حصار الجنرال الفرنسى نابليون بونابرت لمدينة عكا فى فلسطين، حيث قام قائد الحملة الفرنسية على مصر، بمحاولة غير ناجحة للجيش الفرنسى لحصار مدينة عكا، حيث نجح العثمانيون بمعاونة الأسطول الإنجليزى فى هزيمة الجيش الفرنسى، وكانت نقطة تحول لغزو نابليون بونابرت لمصر والشام.
ضرب نابليون الحصار حول عكا فى 19 مارس 1799م عن طريق المشاة فقط، اعتقد نابليون أن المدينة ستسقط بسهولة، فى مراسلاته مع أحد ضباطه عبر عن اعتقاده بأنه خلال أسبوعين سيتمكن من إسقاط أهم النقاط فى طريقه لغزو الأراضى المقدسة قبل التوجه إلى القدس، ومع ذلك، رفض والى عكا أحمد باشا الجزار وقواته الاستسلام، وصمدت أمام الحصار لشهر ونصف، وقبلها غزا نابليون يافا، وقام الجنود الفرنسيين بهجوم وحشى على المدينة، وذبح آلاف الأسرى الألبان على شاطئ البحر، قبل أن يتحرك الفرنسيون شمالاً، وكان أهالى عكا على علم بما جرى فى يافا.
ذكر الأمير أحمد حيدر الشهابي أن الجزار استعد لتلك المعركة منذ أن بلغته أخبار استيلاء الفرنسيين على مدينة الإسكندرية عام 1798، وقال إن وفاته حالت دون توليه عرش مصر بداية القرن التاسع عشر، جاءت هذه الرواية فى مخطوطة انشرت لأول مرة فى كتاب عنوانه "قصة أحمد باشا الجزار بين مصر والشام وحوادثه مع نابليون بونابرت" أعده عبد العزيز جمال الدين، بحسب وكالة رويترز.
ويعرض الكتاب حياة الجزار منذ خدمته عند بعض أمراء مصر والشام ثم انقلابه عليهم، ويسرد بقية الأحداث التى أوصلته لاحقا إلى السلطان العثمانى وحصوله على لقب "باشا".
ويذكر الكتاب أن لقب الجزار قد حمله من مصر بعد أن سيطر على القوى المحلية والعشائرية بقسوة، وجند المرتزقة وسعى لتحقيق حلمه بحكم فلسطين وجنوب سوريا ولبنان، وطمع فى حكم مصر.
أضاف أنه نجح في تحقيق الاستقلال بأجزاء من بلاد الشام دون إعلانه عن السلطنة، وأنه أعد للسلطان تقريرا عن "كيفية غزو مصر"، ملمحا إلى نفسه فى عرض صفات القائد الذي ينبغي عليه القيام بذلك.
وقال جمال الدين إنه منذ هزيمة نابليون في عكا وعودته عام 1799، ظلت الشام ولبنان وفلسطين تحت سيطرة الجزار بلا منازع ولا منافس.