خاض نابليون بونابرت حرب شبه الجزيرة الأيبرية دون أن يخطر على باله أنه سينهزم فقد صمدت مدينة سرقسطة الإسبانية حتى النهاية ولم يستطع الجنود الفرنسيون إحكام السيطرة فانتهى الأمر إلى هزيمته وتنازله عن العرش عام 1814، وقد قال عن تلك الحرب كما ورد فى كتاب مذكرات نابليون بونابرت: هذه الحرب المشئومة هي ما دمرنى لقد شكلت العقدة القاتلة التى تفرعت منها جميع الكوارث اللاحقة التى حلت بى"
بعد نفى نابليون إلى جزيرة ألبا في البحر المتوسط بسبب هزائمه المتوالية أمام الحلفاء عادت الملكية إلى فرنسا وأصبح "لويس الثامن عشر"، أخو "لويس السادس عشر"، ملكًا وهنا اجتمع المنتصرون في مدينة ڤيينا لإعادة تنظيم أوروبا، ولكنهم اختلفوا وأوشكت الحرب أن تقع بينهم.
وعلم نابليون بذلك، فهرب من منفاه فى 26 فبراير سنة 1815، ووصل نابليون إلى فرنسا بعد يومين من مغادرته ألبا، وهبط في "خليج خوان" على الساحل الشرقي لفرنسا، وما أن سرى نبأ عودة بونابرت، حتى أرسل إليه "لويس الثامن عشر" الفوج الخامس من الجيش الفرنسى ليعترض طريقه ويقبض عليه، فقابلوه بجنوب مدينة "كرونوبل" بتاريخ 7 مارس سنة 1815.
ووفقا لكتاب فرانك ماكلين عن بونابرت اقترب نابليون من الجنود بمفرده ثم ترجل عن حصانه واقترب أكثر حتى أصبح في مرمى نيرانهم، وصرخ قائلاً: "ها أنا ذا فلتقتلوا إمبراطوركم إذا شئتم"، فصاح الجنود "يحيا الإمبراطور"، ثم ساروا وراء نابليون نحو باريس وما أن علم الملك بما حصل حتى هرب من المدينة.
أعلن الحلفاء المجتمعون في مؤتمر ڤيينا أن نابليون خارج عن القانون، وذلك في الثالث عشر من شهر مارس، وبعد 4 أيام تعهدت كل من بريطانيا وهولندا وروسيا والنمسا وبروسيا أن تجمع جيوشها حتى تصل في عددها إلى 150,000 رجل، كي تضع حدًا لحكم نابليون.
وصل نابليون إلى باريس في العشرين من مارس، وحكم البلاد لفترة أطلق عليها المؤرخون اسم "الأيام المائة" وقد وصل تعداد الجنود الفرنسية في أوائل شهر يونيو إلى 200000 جندي، فقرر نابليون أن يُبادر بالهجوم كي يُحدث شرخًا بين القوات البريطانية والبروسية ويؤخر انضمامها لبعضها البعض، وبناء على ذلك أرسل إلى جيش الشمال الفرنسي ليعبر حدود مملكة هولندا المتحدة، التي تشكل اليوم الأراضي البلجيكية، استعدادًا لقتال البروسيين القادمين من تلك الأنحاء.
وفي 18 يونيو سنة 1815، وقعت بين فرنسا والحلفاء "معركة واترلو" الحاسمة التى انهزم فيها وقد حاول نابليون بعد هزيمته المريرة أن يهرب إلى الولايات المتحدة، فاستقل سفينة من مرفأ "روشفور" الواقع بغرب فرنسا وتوجه غربًا، لكنه لم يبتعد كثيرًا إذ اعترضت طريقه بضعة سفن بريطانية وطالبت تفتيش السفينة، ولمّا عرض عليه مرافقوه الاختباء في إحدى البراميل، رفض بشدة معتبرًا ذلك إهانة لكرامته، فاستسلم إلى البريطانيين، وطلب اللجوء السياسي من القبطان "فريدريك لويس ميتلاند" على متن سفينته "إتش إم إس بيلليروفون"، وذلك بتاريخ 15 يوليو سنة 1815.