"كل البيوت مظلمة، إلى أن تستيقظ الأم" هكذا قال الشاعر اللبنانى الكبير جبران خليل جبران، واصفا الأم ودورها فى الحياة، وكأنها النور الذى يضئ هذا العالم، وكما قال جبران، سار العديد من الأدباء والمثقفين على دربه ووصفوا دور الأم فى حياتهم.
وحين نتحدث عن المرأة والأم، لا ننسى الأديب الكبير إحسان عبد القدوس، أحد أوائل الروائيين العرب، والذى أحدث بأعماله نقلة نوعية متميزة في الرواية العربية، إذ نجح في الخروج من المحلية إلى حيز العالمية، وهو ابن السيدة روز اليوسف مؤَسِسَة مجلة روز اليوسف ومجلة صباح الخير، ووالده فهو محمد عبد القدوس كان ممثلاً ومؤلفاً مصريا.
في عيد الأم نشارككم بعض مما كتبه الأديب الكبير إحسان عبد القدوس عن والدته الفنانة والصحفية القديرة فاطمة اليوسف الشهيرة باسم روز اليوسف:
أمي صنعت مني هذا الرجل، صحيح أنني ثرت على لقب «ابن الست» الذي ظل يطاردني سنوات وسنوات، ولكني لم أرفض هذا اللقب، لا أدري كيف استطاعت أن تحملني تسعة شهور، وهي واقفة على خشبة المسرح، تعتصر الفن من دمها وأعصابها لتكون يومها أعظم ممثلة في الشرق.
ولا أدري كيف استطاعت أن تنشئني هذه النشأة، وأن تغرس فيّ هذه المبادئ، وهذا العناد، وأن تقودني كطفل وكشاب في مدارج النجاح، وفى حين أني لم ألتق بها أبدا، إلا وفي رأسها مشروع وبين يديها عمل.
وقال فى مقال آخر بعنوان "أمي.. هذه السيدة": لا أدري كيف استطاعت أن تحملني تسعة شهور وهي واقفة على خشبة المسرح تعتصر الفن من دمها وأعصابها لتكون يومها أعظم ممثلة في الشرق.
ولا أدرى كيف استطاعت أن تطرد عنى الموت الذي طاف بي مرات خلال طفولتي وصباي، في حين أنها كانت دائما بعيدة عني تسعى في طريق مجدها.
ولا أدري كيف استطاعت أن تنشئني هذه النشأة، وأن تغرس في هذه المبادئ وهذا العناد، وأن تقودني كطفل وكشاب في مدارج النجاح، في حين أنى لم ألتق بها أبدا إلا وفي رأسها مشروع وبين يديها عمل.