إيطاليا ترفع علم الإمارات احتفاءً بالشارقة ضيف شرف "معرض بولونيا للطفل"

بحضور شخصيات دبلوماسية، وممثلى كبرى المؤسسات الثقافية، وأعلام الأدب والفن الأوروبي، رفعت مدينة بولونيا الإيطالية، علم دولة الإمارات العربية المتحدة، معلنةً احتفاءها بإمارة الشارقة ضيف شرف الدورة الـ 59 من "معرض بولونيا لكتاب الطفل"، ومقدمة تجربة الإمارة ومشروعها الثقافى الذى يمضى برؤى الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، إلى العالم، كنموذجٍ لمدن المعرفة، التى تحقق نهضتها الشاملة بالاستثمار فى المعرفة والوعى وبناء القيم الثقافية والاهتمام بالمشتركات الإنسانيّة. جاء ذلك، خلال حفل افتتاح المعرض، الذى يقام خلال الفترة من 21 إلى 24 من مارس الجاري، بحضور الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة الاتحاد الدولى للناشرين، والشيخ فاهم القاسمي، رئيس دائرة العلاقات الحكومية فى الشارقة، رئيس وفد الشارقة المشارك فى المعرض، وأحمد بن ركاض العامري، رئيس هيئة الشارقة للكتاب، وماتيو ليبوري، عمدة بولونيا، وجانبيرو كالزولاري، رئيس معرض بولونيا الدولى للكتاب. وشهد حفل الافتتاح أيضاً حضور ماتيو ليبوريه، محافظ مدينة بولونيا، وريكاردو فرانكو ليفي، رئيس اتحاد الناشرين الإيطاليين، وميشيل روبرتس، سفيرة الكتاب لدى مبادرة بولونيا بوك بلاس، وجيانبيرو كالزولاري، رئيس مجموعة "بولونيا فيري" لتنظيم المعارض، وماريا مادالينا ديل جروسو، مديرة قسم منتجات المستهلك فى وكالة التجارة الإيطالية، وإيلى شلاين، نائبة رئيس منطقة إيميليا رومانيا شمال إيطاليا، وعدد من ممثلى المؤسسات الثقافية المشاركة ضمن جناح الشارقة. وفى كلمة ألقاها أمام الضيوف والحاضرين بالنيابة عن الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، أشار الشيخ فاهم القاسميإلى الروابط التى تجمع الشارقة ومدينة بولونيا الإيطالية، وأكد أن ما يجمع المدينتين يتجسد فى تركيزهما على الثقافة والاهتمام بالكتاب وصناعة النشر. وقال الشيخ فاهم القاسمي: "حاكم الشارقة صاحب أثر كبير فى إثراء حياتى الشخصية وتعزيز شغفى بالقراءة والتواصل الثقافي، حيث نشأتُ فى مدينة ساحليّة صغيرة، قرر حاكمها الشاب آنذاك ترسيخ قيم الثقافة والعلم والمعرفة، وأحدثت رؤية سموه نقلة نوعيّة فى قطاع النشر فى العالم العربي، واليوم أصبحت الشارقة مركزاً عالمياً للنشر، ونالت لقب العاصمة العالمية للكتاب الذى تمنحه منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) سنوياً، وحاضنةً ثقافيةً منحت الاتحاد الدولى للناشرين ثانى امرأة تشغل منصب الرئيس منذ تأسيسه، وهى الشيخة بدور القاسمي". وحول جهود الإمارة على مدار 50 عاماً لترسيخ ثقافة القراءة فى المجتمع، وبشكل خاص الأطفال، من خلال مبادراتها الثقافية السنوية التى تشمل معرض الشارقة الدولى للكتاب ومهرجان الشارقة القرائى للطفل، قال الشيخ فاهم القاسمي: "إذا مهتم بشي، يعنى مهتم بالكتب، وإذا مهتم بالكتب،مرحباً بك فى الشارقة"، وتوجه بالشكر لمدينة بولونيا على تكريم الشارقة بالاستضافة. وقالت الشيخة بدور القاسمي، رئيسة الاتحاد الدولى للناشرين، خلال كلمتها: "خلال العامين الماضيين، أدرك العالم أهمية صناعة النشر، وحرصنا على أن نكون أحد مصادر العون والسلامة والأمان لملايين الأطفال والقراء فى عالم شهد انتشار التحديات بسبب جائحة كوفيد-19". وأضافت: "أنا فخورة بالعمل الذى يقوم به الناشرون فى جميع أنحاء العالم لخدمة مجتمعاتهم والتكيف مع المتغيرات المتسارعة، ومن المهم أن نعمل على تعزيز مساعينا لتحقيق أهدافنا المشتركة وفق رؤية واحدة وخارطة طريق واضحة، وكان دورنا فى الاتحاد الدولى للناشرين هو خدمة أعضائنا لأنهم التزموا بخدمة مجتمعاتهم". وتابعت الشيخة بدور القاسمي: "يشرفنى أن يتم اختيار الشارقة ضيف شرف دورة العام الجارى من المعرض، وبالنيابة عن إمارة الشارقة، أتوجه إليكم بالشكر الجزيل لتعاونكم وشراكتكم، ومعاً سنواصل بناء جسور التفاهم والحوار والتبادل الثقافي". من جانبه أكد ماتيو ليبوريخلال كلمته، قوة الثقافة والمعرفة فى توحيد الرؤى والتطلعات بين بلدان ومدن العالم، مشيراً إلى أن بولونيا تنظر بتقدير واحترام لتجربة إمارة الشارقة الحضارية، وتتطلع من خلال استضافتها فى معرض بولونيا لكتاب الطفل إلى تعميق العلاقات الثقافية وبناء جسور جديدة من التواصل المثمر والبناء. بدوره، رحب جانبيرو كالزولارى بإمارة الشارقة وممثلى مؤسساتها الثقافية والمبدعين والناشرين المشاركين لتمثيل الحراك الثقافى الإماراتى والعربي، مؤكداً أن الإيطاليين يتطلعون للتعرف عن قرب على واقع الحراك الأدبى فى الإمارات والعالم العربي، وأنهم فخورون باستضافة إمارة تعد اليوم واحدة من مراكز صناعة الإبداع والمعرفة فى العالم. وافتتح رئيس المعرض، بحضور شخصيات دبلوماسية وممثلى مؤسسات ثقافية وإبداعية إماراتية وإيطالية، جناح إمارة الشارقة المشارك فى المعرض، واطلعوا على الجهود التى تبذلها للنهوض بالفعل الثقافي، وتطوير صناعة الكتاب، فى المنطقة والعالم، وتعرفوا على رؤية المؤسسات المشاركة ضمن الجناح، وما تقدمه على مستوى الفن، والنشر، والتراث، والصناعات الإبداعية، والترجمة، وغيرها من المجالات الثقافيّة. وتوقف الحضور، خلال جولتهم على أركان جناح الإمارة، عند الإصدارات التى تقدمها الشارقة للمكتبة العربية والعالمية، حيث اطلعوا على مؤلفات صاحب السمو حاكم الشارقة، الصادرة باللغة الإيطالية، وتعرفوا على المؤلفات الأدبية والعلمية التى ترجمتها "هيئة الشارقة للكتاب" للغة الإيطالية ضمن مبادراتها لتعزيز حضور الكتاب الإماراتى والعربى لدى القارئ الإيطالي، كما استعرضوا المجلات والدوريات الثقافية الصادرة عن مؤسسات الإمارة، وما تنقله من بعد معرفى للقراء فى المنطقة. ورافقت خولة المجيني، مديرة إدارة المعارض والمهرجانات فى هيئة الشارقة للكتاب، الضيوف وممثلى المؤسسات الثقافية الإيطالية والأوروبية فى جولة تعريفية بالأعمال الفنية لرسامى كتب الأطفال الإماراتيين، المشاركين فى المعرض الفنى المصاحب لفعاليات "بولونيا لكتاب الطفل"، وتوقفت عند تجربة الهيئة فى تنظيم برنامج ورش فنية لتعزيز تجارب وخبرات الفنانين الإماراتيين وتقديم أعمالهم للناشرين والمبدعين الإيطاليين والأوروبيين. وتقدم الشارقة خلال مشاركتها فى المعرض صورة حيّة للمشهد الثقافى الإماراتى والعربي، حيث تنظم عدداً من الجلسات الحوارية المخصصة لراهن وتاريخ أدب الطفل العربي، وسلسلة ورش فنية لرسامى كتب الأطفال، كما تخصص معرضاً لأعمال نخبة من الفنيين الإماراتيين لتقديم تجاربهم فى رسوم كتب الأطفال للقارئ والناشر الإيطالى والأوروبي، وفى الوقت نفسه تعقد عدداً من الزيارات للمدارس فى مدينة بولونيا، وتنظم عدداً من العروض التراثية والفنية داخل المعرض وخارجه. وعلى هامش فعاليات افتتاح المعرض، شهدت الشيخة بدور القاسمي، و أحمد العامري، حفل توزيع جوائز المعرض، التى تقدم سنوياً لأصحاب المؤلفات والأعمال الفنية المخصصة للطفل.