كشف الكاتب طارق إمام، الذى وصلت روايته "ماكيت القاهرة" إلى القائمة القصيرة، فى جائزة البوكر العالمية للرواية العربية، فى دورتها لعام 2022، أن فكرة الرواية رافقته منذ أن بزغت لبنتها الأولى كفكرة منذ ما يزيد عن 10 سنوات.
وأشار طارق إمام خلال تصريحات صحفية لموقع جائزة البوكر العالمية للرواية العربية، إلى أن فكرة رواية "ماكيت القاهرة" بزغت لبنتها الأولى كفكرة في أعقاب قيام ثورة الخامس والعشرين من يناير 2011، فحينها ألهمته اللحظة بالشروع في رواية عن العلاقة المُراوِحة للفنان بالمدينة والسلطة، ليس السياسية فقط، بل والفنية أيضاً، والتساؤل مجدداً حول دور الفنان والفن، بل وجعل الفن نفسه سؤالاً للفن.
وقال طارق إمام: ظلت أحداث الرواية فعلا يوميا متجدداً، لأن الواقع الخارجي كان يُعدِّل الواقع الروائي ويغذيه أثناء الكتابة ذاتها، لتُطوِّر الرواية من نفسها وتستعصي على الاكتمال كلما ظننتُ أنني أوشكتُ على إتمامها، بل لقد صدرت أعمالٌ أخرى لي فيما أعمل في "ماكيت القاهرة" ككتابٍ لا ينتهي، وربما كانت إشكالية ثورة يناير أنها لحظة تاريخية من جهة لكن لم تدخل التاريخ بعد من جهة أخرى، فكل ما تلاها كان يحيل إليها ليجددها كحاضر، ومن هنا كانت صعوبة إتمام نص أشعر أن الواقع نفسه يرفض أن يُغلق قوسه، ما دفعني للتساؤل عن الزمن نفسه داخل الرواية. لذلك فأنا أعتبر روايتي هذه، الحلم الذي تمنيته وشككتُ في تحققه أكثر مما تيقنت منه، حتى أنني عندما تلقيت نسختها الأولى المطبوعة لم أصدق أنها صارت بالفعل كتاباً.
كما أشار طارق إمام، إلى أنه طوال هذه السنوات، كان يكتب ويتوقف ثم يعود إلى مشروع الرواية، بين رجاءٍ ويأس، لكن الكتابة النهائية للرواية استغرقت عاماً كاملاً من الكتابة المتصلة هو 2020، كما شهدت اعتماد هذه السنة كحاضرٍ روائي.
وقال طارق إمام: من الطريف أنني لسنوات كنت أعتمد كل عام جديد باعتباره زمن الحاضر الروائي، حيث تضم الرواية زمنين آخرين هما 2011 و 2045، ثم أُعدِّل السنة في "الدرافت" التالي مع الدخول في عام جديد من أجل التفاعل مع سمات اللحظة الحاضرة، ولذلك ظهر وباء "كوفيد 19" مثلاً في خلفية الرواية رغم أنه لم يكن له وجود في مخطوطات سابقة كونه لم يكن له من وجود في العالم نفسه! كذلك كنت ألاحق تطورات لاهثة تشهدها اللحظة مثل "العاصمة الجديدة"، التي وإن كانت فكرة قديمة، قائمة دائماً، وكانت حاضرة في الرواية من البداية، إلا أنها في ذلك العام بالتحديد صارت حقيقة واقعة ومنحتني زوايا جديدة في التناول.
طارق إمام، كاتب وروائي مصري من مواليد 1977، يعمل صحافيا، شغل منصب نائب رئيس تحرير مجلة "الإذاعة والتليفزيون" القاهرية. بدأ الكتابة مبكراً حيث نشر كتابه القصصي الأول "طيور جديدة لم يفسدها الهواء" عام 1995.
أصدر طارق إمام أحد عشر كتابا، بين روايات ومجموعات قصصية، من أبرزها "هدوء القتلة" 2007، "الحياة الثانية لقسطنطين كفافيس" 2012، "ضريح أبي" 2013، "مدينة الحوائط اللانهائية"2018 و"طعم النوم" 2019.
وشارك إمام في ورشة "الندوة" التي تنظمها الجائزة العالمية للرواية العربية للكتاب الشباب الموهوبين في عام 2010. تُرجم بعض أعماله إلى أكثر من لغة، ونال العديد من الجوائز المصرية والعربية والدولية، منها جائزة الدولة التشجيعية بمصر، جائزة ساويرس مرتين، الجائزة المركزية لوزارة الثقافة المصرية مرتين، جائزة سعاد الصباح الكويتية، وجائزة متحف الكلمة الإسبانية.