لكل مدينة تاريخية، أسطورة تأسيس تتفرد بها، تروى الظروف والوقائع التي حفت بنشأتها وببداياتها، وتمر اليوم الذكرى الـ1601، على تأسيس مدينة البندقية الإيطالية، ووفقا للأسطورة القديمة فإن البندقية تأسست فى مثل هذا اليوم 25 مارس عام 421م، فى الساعة الثانية عشرة ظهرًا، والبندقية حاليا، هى مدينة بشمال إيطاليا وعاصمة إقليم فينيتو وعاصمة مقاطعة فينيسيا، تعد مدينة البندقية أكبر مدينة بالإقليم من حيث عدد السكان والمساحة.
البندقية
ومدينة البندقية هى إحدى المدن الشهيرة فى التراث والأدب العالمى، والتى تحمل اسمها رائعة الأديب البريطانى الشهير وليم شكسبير، وكانت البندقية "أسطورة الأساطير" بفضل أهميتها الاقتصادية وسيطرتها البحرية، على مر السنوات مركزاً ثقافياً مهماً، ونشأ فيها الكثير من المبدعين فى مجال الفنون، مثل جوفان بلينى، وجورجونيه، ورونيزا، وتيستان، وغيرهم.
تقول الأسطورة الشعبية إن مدينة البندقية تلك التحفة العائمة، تأسست على يد ثلاثة من المبعوثين من مدينة "بودوفا" المجاورة لإقامة محطة تجارية هناك، وتقول الأسطورة أيضاً أن على الزائر لمدينة البندقية للمرة الأولى أن يأتي بصحبة زوجته لا خطيبته ولا صاحبته لأن الزيارة لن تنتهي بالزواج لشدة ما فيها من إغراء.
ووفقا لموقع "theveniceinside" تم تحديد موعد التأسيس الرسمى للبندقية في 25 مارس عام 421، وفقًا للأسطورة، وكان هذا هو التاريخ الذي تم فيه وضع الحجر الأول لكنيسة سان جياكومو دي ريالتو، والمعروفة أيضًا باسم سان جياكوميتو، وتم بناؤه من قبل نجار، في وسط حريق كبير تعهد إلى سان جياكومو، ثم هرب دون أن يصاب بأذى واحترم النذر بإقامة هذه الكنيسة باسم القديس.
روما
ويحكى أيضًا فى أسطورة تأسيس روما أن ظل نسل يولوس يرث الحكم لسنوات كثيرة، حتى وصل الحكم إلى الملك بروكاس وقبل أن يموت أوصى أن من يخلفه هو ابنه الأكبر "نوميتور" ولكن أبنه الأصغر "أموليوس" هو من استولى على الحكم وقتل أبناء أخيه الذكور وعين أبنه أخيه "ريا سيليفيا" كاهنه للربة "فيستا" ليحرمها من الإنجاب، أنجبت ريا طفلين توأم وعندما سألها الملك "أموليوس" عن اسم الأب فأجابت أنه مارس إله الحرب عند الرومان، أمر الملك بحبسها وإغراق الطفلين في نهر التيبر، قام أحد العبيد بوضع الطفلين في صندوق وألقى بهم في النهر حتى وصل الصندوق إلى إحدى ضفاف النهر، تأتي ذئبة لتشرب من النهر فتجد الطفلين فتأخذهم وترضعهم، وبعد فترة من الوقت رأى راعي فقير الطفلين فأخذهم.
القاهرة
جاء في السير الشعبية، أن أميرة طلبت من أبيها قصرًا، فأسس لها مدينة، وأسماها باسمها "القاهرة"، هكذا من رحم الأسطورة ولدت القاهرة، حسبما جاء فى كتاب "القاهرة: تواريخ مدينة" للباحث نزار الصياد.
فيما يقال أن في القرن العاشر الميلادي هزم الفاطميون العباسيين ودخلوا مصر بقيادة جوهر الصقلي أحد أقوى قادة الخليفة المعز لدين الله الفاطمي، وهو الذي أمر ببناء عاصمة المعز قبل وصوله، وجوهر هذا كان في الأصل صانع حلويات، ومن هنا جاء المثل الشعبي المشهور: "اللي بنى مصر كان في الأصل حلواني".
وتقول الأساطير إن المنجمين ركزوا في عام 969 الميلادي أعمدة وحبالا وأجراسا ينتظرون الطالع السعيد لبناء العاصمة، وأمروا العمال ألا يبدأوا الحفر حتى يسمعوا الأجراس، وحين وقف طائر صدفة على أحد الحبال دقت جميع الأجراس، وبدأ العمال حفر الأسس، فحاول المنجمون اللحاق بهم ليمنعوهم من الاستمرار، لكن كان قد فات الفوت، ونظر المنجمون إلى النجم الصاعد فى السماء ساعتها وكان المريخ، وهذا الكوكب يسمى القاهر بين النجوم في اصطلاح الفلكيين، فأطلقوا اسم القاهرة على العاصمة الجديدة، وقيل إن المعز لدين الله الفاطمي أطلق عليها اسم القاهرة لتكون قاهرة لكل المدن والعواصم حولها.
بغداد
وظلت الهاشمية حاضرة للخلافة العباسية إلى عهد أبي جعفر المنصور الذي بعث رجالاً له في سنة 145هـ يختارون موضعاً يبني فيه مدينة، ولم يرض بأكثر من موضع حتى استقر رأيه على اختيار موضع بغداد، وقال "هذا موضع أرضاه تأتيه الميرة من الفرات والدجلة والصراة" وأردف قائلاً : "هذه والله المدينة التي أعلمني أبي أني ابنيها وأنزلها وينزلها ولدي من بعدي وقد غفلت عنها الملوك في الجاهلية والإسلام حتى يتم تدبير الله تعالى وحكمه في أمري".
قرطاج
تقول الأسطورة حســب، إن الأميرة الفينيقية عليسه قرّرت الفرار بحرا من مدينتها الأصلية صور رفقة عدد من أعيان المدينة، وذلك توجّسا من شقيقها بغماليون، بعـد أن قام هــذا الأخير بالاستيلاء على حكم المدينة واغتيال زوجـا عاشرباص، كاهــن معبـد الإله ملقـرط غــدرا، سعيـا منه إلى وضع يـده على ثروته الطّائلة.
حطّت الأميرة الهاربة رحالها لمهلة بجزيرة قبرص، قبل مواصلة رحلتها البحرية نحو سواحل الشمال الإفريقي مصطحبة معها ثمانين فتاة عذراء من بنات الجزيرة، ولما بلغت مقصدها، استقر قرارها على تشييد مدينة جديدة في مكان اختارته لها، وذلك بعد موافقة أهالي المكان اللوبيين على تمكينها من الأرض اللازمة لإنشاء المدينة، مقابل إتاوة معلومة تدفعها لهم، وقد لجأت عليسة حسب الرواية، إلى المناورة باستعمال حيلة جلد الثور للحصول عل ما يكفي من الأرض لبناء مدينتها الجديدة "قرط حدشت"، وما إن استقر لها الأمر، حتى رغب القائد اللوبي يرباص من عليسه الزواج منه، لكنها رفضت عرضه مفضلة عن ذلك التضحية بحياتها بإلقاء نفسها في النار، وفاء لروح زوجها الأول عاشرباص من جهة، ودرءا للعداوة التي يمكن أن تنشأ بين قرطاج والسكان الأصليّين بسبب رفضها الزواج من قائدهم.
البندقية