نتابع معا القراءة في سلسلة رؤية التى تصدرها وزارة الأوقاف بالتعاون مع الهيئة المصرية العامة للكتاب، ونتوقف مع كتاب "حق الوطن" ونتحدث عن "المواطنة أساس التعايش السلمى".
إن الإنسانية الحقيقية دعوة إلى التراحم والتآلف والاحترام والإحسان والتعايش السلمي بين الناس جميعا، بما يحقق النفع للمجتمع كله، وهذه المعاني الراقية لا تخلو منها رسالة من الرسالات ولا ديانة من الديانات السماوية، إذا أن المشكاة التى يخرج منها نور الوحى الذي يضيء للبشرية طريقها هى مشكاة واحدة.
يقول الحق سبحانه وتعالى "شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذين أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى وأن أٌيموا الدين ولا تتفرقوا فيه" سورة الشورى، وفى سورة الأنبياء بعد أن ذكر لنا الحق سبحانه وتعالى بعض المواقف من حياة رسله وأنبيائه عليهم الصلاة والسلام، قال جل شأنه إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون.
يقول الإمام البغوى، رحمه الله، لقد بعث الله الأنبياء جميعا بإقامة الدين والألفة والجماعة وترك الفرقة والمخالفة.
ومن هذا المنطلق الإنساني كان تعامل النبي صلى الله عليه وسلم مع غير المسلمين فكان يحسن معاملتهم ويزور مريضهم ويقبل هديتهم ويجيب دعوتهم ترسيخا لمبدأ التعايش السلمى وإعلاء للقيم الإنسانية.