دور القوى الناعمة فى مواجهة التطرف بملتقى الهناجر الثقافى بجامعة أسيوط

عقد ملتقى الهناجر الثقافي بالأوبرا المصرية ندوة حول "دور القوى الناعمة في مواجهة التطرف والإرهاب وكذلك مناقشة الأمن الثقافى فى المؤتمرات فى مواجهة التطرف والإرهاب على هامش فعاليات ملتقى الشعوب والذى تنظمه جامعة أسيوط. أدارت اللقاء الدكتورة ناهد عبد الحميد، مؤسس ومدير ملتقى الهناجر بالأوبرا المصرية بحضور الدكتور شحاتة غريب، نائب رئيس جامعة أسيوط لشئون التعليم والطلاب والمشرف العام على الملتقى. وأكد الباحث والكاتب الدكتور محمد ثروت أن القوة الناعمة هي قوة التأثير من غير عنف فالدولة المصرية هى قلب العروبة النابض و رائدة نشرة الثقافة والفكر المستنير ومنذ نشأة الدولة الحديثة كانت مصر تستخدم سياسة القوة الناعمة من خلال الجامعات والإعلام والإنتاج الفني، فكانت مصر من الدول القليلة التي لديها استيعاب ثقافى، فأقدم سينما كانت فى مصر وأول أوبرا كانت بمصر كما تذخر بالعديد من النماذج والرموز الأدبية والفنية والسياسية والثقافية استطاعت التأثير في كافة أنحاء العالم، كما تحدث عن أهمية تحرى الدقة في كافة الأخبار و المعلومات التى تنشر الى جانب أهمية نشر ثقافة الفكر المعتدل و المستنير الى جانب التعليم والصحة ومحاربة الفقر وتكافؤ الفرص وضمان عدم انسداد الأفق السياسي كعناصر فاعلة مع القوة الناعمة في المعركة ضد الإرهاب. أشارت الدكتورة ناهد عبد الحميد أن القوة الناعمة من أهم عناصر القوة الشاملة للدولة، وأنها حرب إبداعية تحتاج إ مخاطبة العقل، مشددة على أن الشباب هم أهم عناصر قوة مصر، وهم بحاجة إلى تفعيل دورهم فى مجالى الفن والثقافة، ولذلك حدث خلال العشر سنوات الماضية تفعيل لدورهم من خلال الحوار معهم فى الأعمال الفنية والجلسات والندوات وورش العمل، ونوهت عن جهود وزارة الثقافة فى مكافحة الإرهاب بالاعتماد على التواجد والخروج من المركزية من خلال سياسات مستمرة ومستدامة. و أشار الأنبا إرميا إلى أن لكى نحقق نجاح و نجى ثماره فيجيب علينا أن يكون لدينا هدف واحد حتى نحقق الأمن و الاستقرار فمعنا نستطيع أن نحقق ما لم يحققه الآخرين، معنا تعطى القوة و الاتحاد فكافة الأديان و الشرائع السماوية تنبذ و ترفض الأفكار المتطرفة و الإرهاب، وتدعو إلى العيش فى الحب و المودة و التسامح و نشر القيم و المبادئ و الأخلاق الحميدة و احترام و قبول الأخر، مشيراَ الى الإرهاب هو أشد تبعات التطرف الفكرى المتعصب والمغالى خطورة و هو محاولة لإلحاق الأذى بمخالفين الفكر المتطرف أياً كان نوع الأذى فكرياً أو نفسياً أو يمتد ليكون أذى جسدي، وللإرهاب أرباباً تحميه متمثلين فى هيئات ومؤسسات ودول ودويلات تسعى لترسيخ صورة التطرف بشكل إرهابى مفرط للرد على كل الأفكار المعارضة ومن هنا يجب علينا كما أستعرض الكاتب محمود بكرى عدد من التوصيات التى يجب أخذ بالاعتبار و تطبيقها على أرض الواقع و منها ضرورة التنسيق بين الإعلام الحكومى و الخاص لإبراز خطر الإعلام و أهمية مواجهته و التزام بضوابط الإعلام وعدم السعى إلى السبق الإعلامى الغير مدروس و ضرورة الاهتمام بتنمية البنية المعلوماتية لدى الإعلاميين عن الإرهاب من خلال أدوات تثقيفية تعنى بتفسير الظاهرة و إبعادها و التعامل بحظر مع الكيانات الإرهابية التابعة للتيارات الإرهابية و ما تبثه من خلال بعض القنوات الفضائية بنشر إحداث و بيانات مغلوطة، كما نوصى بتطوير البرامج المعروضة فى الإعلام و التركيز على الوسيطة و قيم التسامح و السلام و محاربة الفكر المتطرف و الفكر التكفيرى فضلاَ عن الاهتمام بصياغة الرسالة الإعلامية لرد على الشائعات سوا كان مصدرها من الداخل أو الخارج و شرح الإبعاد القانونية و الأمنية و التشريعية المتعلقة بجرائم الإرهاب و كذلك الاهتمام بالإرشادات الخاصة بدور المواطنين فى مواجهة الإرهاب و استخدام القوة الناعمة بشكلها الصحيح يحقق العديد من النجاحات و التأثير الايجابى بداخل الأفراد. وأشار الدكتور أشرف عبد الرحمن إلى أن من إحدى وسائل القوة الناعمة الأغنية فهى الأقوى تأثيراَ والأوسع انتشاراَ وتأثر فى الذوق العام وتخاطب فكر الأفراد من خلال كلماتها الجاذبة التى تخاطب العاطفة و القلب و تأثر فى مستمعيها مستعرضاَ من ما أحدثته أغانى الفنان سيد درويش أثناء ثورة 19 فى الشارع المصرى و أغانى الفنان عبد الحليم حافظ فى حرب 67 و التى عبرت عن مرارة الهزيمة و الانكسار وبعدها فى حرب 73 و التى شهدت تغير من حيث النمط و الأداء و إدخال البهجة. وأوضح الدكتور يوسف الوردانى على دور القوة الناعمة فى بناء الوعى فمحاربة التطرف و الإرهاب يحتاج تضافر كافة الجهود و قيادات الدولة و وضع رؤية و خطة للمستقبل مشيراَ إلى مدى أهمية استخدام التكنولوجيا ومواقع التواصل الاجتماعى فى جذب الشباب، فالجماعات الإرهابية تستخدم التكنولوجيا وهذه المواقع للوصول إلى الشباب وتجنيدهم عبر تزويدهم بالأفكار المتطرفة، ولذلك على الدول التخلى عن استراتيجياتها القديمة فى التعامل مع هذا الملف، وأن تستخدم التكنولوجيا للعمل على وقاية الشباب من الفكر الإرهابي، وضرورة التركيز على دور المرأة المصرية فى محاربة التطرف و الإرهاب باعتبارها المسؤولة عن كافة أفراد المجتمع منذ مراحل طفولتهم و سلوكياتهم. واستعرض الدكتور حسام فاروق الوعى فيما يخص الإعلام السياسى و أهم المفاهيم المغلوطة و ما نشر عن مصر فى الإعلام الأجنبى و التى يستهدف عقول الشباب المصرى و التأثير علية من خلال عرض أحداث و وقائع غير حقيقة فى أشار الى أن دشن الإعلام الدولى هجوم على الدولة المصرية خلال الفترة من 2013 و حتى 2017 و بناء قصص إخبارية عن أحداث مغلوطة تتعلق بالقوات الشرطة و القوات المسلحة المصرية و أظهار الخلل فى منظومة الدولة المصرية للتأثير على الشباب و ما قامت بنشره وكالة الإنباء رويتر عن إحداث تتعلق بوزارة الدخلية، موجهاَ نصيحة إلى أفراد المجتمع المصرى أن ليس كل ما يقال فى الإعلام الدولى يصدق فالدولة المصرية خاضت العديد من الحروب التى كانت تهدف النيل من أمنها و استقرارها و لكن بفضل وعى القيادة السياسية و مؤسسات الدولة استطاعت أن تصمد. وأوضح المخرج شادى سرور دور الدراما و ما تقدمه الأعمال الفنية المتنوعة فى محاربة الفكر المتطرف و عرض النماذج و الرموز من خلال أعمال درامية و فنية كان لها تأثير كبير فى عقول كافة أفراد المجتمع و التى تحث على تنمية الولاء و الانتماء للوطن و المشاركة فى نهضة الدولة المصرية من خلال موقع كل فرد فى مكانة كما أن الدراما المصرية تشهد حالة من الازدهار والتطور الشديد ولطالما برعت مصر فى استخدامه، نتذكر كيف صنعت أبطالاً بمجرد تسليط الضوء عليهم فى أعمال فنية مختلفة مثل دموع فى عيون وقحة ورأفت الهجان والزيبق، و الاختيار و أعمل كثير لا يمكن حصرها وكيف تم تجسيد الشخصيات الوطنية التى ضحت بكل غالى ونفيس فى سبيل حياة الوطن من رجال الشرطة والجيش والمخابرات المصرية وغيرهم من أبطال من وراء الستار، كان لظهورهم واقعاً نفسياً ومعنوياً عظيماً على كل محب لتراب الوطن، وهو ما أضعف وأنهك القوة الناعمة المتطرفة فى المقابل وأظهر ضعفها فى كل ما يحاولون بثه على مختلف وسائل التواصل الإجتماعى التى يملكونها ومحاولات الإستعطاف المختلفة والمتفرقة بما فى ذلك قنواتهم الخاصة. كما شهدت فعاليات اللقاء تقديم عدد من الفقرات الغنائية و الموسيقية للاغانى الوطنية و المصرية و العربية بأداء منتخب جامعة أسيوط للموسيقى و الكورال، فضلاَ عن تكريم مؤسس و مدير ملتقى الهناجر بالأوبرا المصرية و المتحدثون و الرعاة الرسمين للملتقى . و نوه الدكتور شحاتة غريب على أهمية دور القوى الناعمة في مكافحة الفكر المتطرف و الإرهاب فالقوة الناعمة التي نتحدث عنها اليوم هي القوة المكملة وليست البديلة للقوة العسكرية التي تبيد بؤر الإرهاب على أرض الواقع، والقوة الناعمة أداة تهدف إلى تصحيح أفكاراً لدى الفئات المتطرفة وتستخدم قوة الإقناع والجذب لتغيير السلوك الشاذ بدلاً من القوة المفرطة، ونستخدم القوة الناعمة لمناهضة التطرف الفكري ليقيننا بأن المتطرف الفكري يعاني من مرض لا يسعى مطلقاً لشفائه.






الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;