قرأت لك.. "ذلك المريض" كاتبة ترصد قصص مرضى غيروا حياة أطبائهم إلى الأبد

ذلك المريض.. كتاب للكاتبة إلين دى فيسر، تحكى فيه قصصا عن مرضى غيروا حياة أطبائهم إلى الأبد، تنطلق فيه من جنازة زوج شقيقتها، ففى ذلك اليوم، أخبرها طبيب أورام كان يبدو أنه حزين، بأنه استأذن من عمله لكى يأتى ليؤدى واجب العزاء فى مريض أصبح صديقه، وأنه تعلم منه الكثير، تلك الجملة أدهشت الكاتبة، فمن المعروف أن المرضى يتعلمون من أطبائهم، لأن الأطباء يكررون على مسامعهم أسباب المرض وطرق العلاج طوال الوقت، لكن هل العكس صحيح؟ هل يمكن أن نجد أطباء من حولنا تشغلهم ذكرى أحد المرضى، أو لهم مع مريض ما قصة لن ينسوها طيلة حياتهم؟. تلك الأسئلة ألهمت الكاتبة لنشر سلسلة من المقالات فى صحيفة "دى فولكسكرانت" الهولندية فى صيف 2017، هو كتاب "ذلك المريض" الذى صدرت ترجمته العربية عن دار العربى للنشر، وفيه يتعرف القرائ على أطباء يتحدثون عن مرضى تركوا علامة فى حياتهم وعلموهم دروسًا قيمة. حينها كانت مجرد ملء لمساحة شاغرة فى الصحيفة، وحينها كانت الكاتبة تنوى نشر ستة موضوعات فقط، لكن ما حدث هو بعض الأطباء تحمسوا للمشاركة، وتذكر معظمهم بالضبط من المريض الذى أرادوا التحدث عنه من أول وهلة، وتحولت الفكرة إلى تجربة أسبوعية منتظمة، حتى توسعت الدائرة وشملت ممرضين وأطباء نفسيين، وغيره. ومن هنا أصبح لدى الكاتبة مشروع كتاب تحكى فيه قصص هؤلاء الذين منحوا أطباءهم الفرصة لكى ينضجوا ويتعلموا، على الصعيد المهنى والحياتى وعلى صعيد معرفتهم بذواتهم، قصص واقعية يرويها الأطباء ويكشفون فيها أهمية الدروس التى تحدثوا عنها، فتلك القصص تتنوع ما بين ما قد نعيشه فى حياتنا اليومية، وما بين المفجعة منها، والمضحكة أحيانًا، والتى لا تُنسى دائمًا. ونجد فيها مدى شجاعة المرضى وذويهم فى تحملهم لمواجهة مرضهم وفى الوقت نفسه نجد الأطباء وهم يقدمون أفضل ما لديهم من قدرات من أجل المرضى، والطرق غير المتوقعة التى يمكننا من خلالها أن نؤثر فى حياة بعضنا بعضًا. ولهذا تقول الكاتبة إلين دى فيسر الذى صار كتابها من الأكثر مبيعًا فى هولندا، أن التعبير عن المشاعر لم يعد علامة على الضعف فى عالم الطب منذ زمن، ولهذا تؤكد على أن جودة الخدمة الطبية تتأثر كثيرًا بمشاعر الأطباء، لا يتعلم الأطباء فقط من خلال ممارسة الجوانب الطبية والفنية بعملهم، بل أيضًا من خلال خبراتهم على المستوى الإنسانى، وكما يقول أحد الأطباء: "نتعامل مع المرضى عن قرب شديد خلال فترة فريدة وغالبًا مرهقة نفسيا فى حياتهم، وهذا يدفعنا إلى التفكير فيهم، شئنا أم أبينا". ولهذا ترى الكاتبة أنه يجب على أطقم الأطباء والتمريض التحلى بنمط فريد من أنماط المشاركة الوجدانية؛ فبينما يسهرون على رعاية مرضاهم، يلزمهم تحييد مشاعرهم، تحصينًا لهم من الوقوع فى براثن الانهيار المعنوى والحسى خلال ممارسة عملهم، على أن هناك من المرضى من ينجح فى اختراق ذلك الحصن الوجداني، ويتسنى له التفاعل مع طبيبه والتأثير فى مشاعره بطريقة أو بأخرى.






الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;