تمر اليوم الذكرى الـ81 على رحيل الروائية الإنجليزية فرجينيا وولف والتي تعتبر إحدى أكثر الأدباء تأثيرًا في القرن العشرين، ودائما ما تضم قوائم أعظم الروايات في التاريخ كتبًا لها، لكن حياتها المليئة بالنكبات كانت سببًا أساسيًا في تكوينها أدبيًا.
وُلدت أديلين فيرجينيا ستيفن في 25 يناير عام 1882 لأسرةٍ يشوبها الكثير من التعقيد؛ فكل من والدها ووالدتها سبق لهما الزواج والإنجاب من قبل. وعليه، كان لوولف سبعة أخوة؛ ثلاثة أشقاء وهم: توبي وفانيسا وأدريان. وأربعة غير أشقاء: لورا ميكبيس ستيفن وجورج وجيرالد وستيلا داكويرث وقد عاش الأخوة الثمانية تحت سقفٍ واحد.
منذ سنوات الطفولة تعرضت وولف لسلسلة من الانهيارات العصبية المتتالية؛ فحينما كانت في عمر الـ13 وخلال عام 1895 توفيت والدتها بالحمى الروماتيزمية وبعد عامين ماتت أختها ستيلا، كما اعتدى عليها أخوها غير الشقيق جنسيًا، وبسبب تربيتها الصارمة لم تبُح وولف بما حصل من شقيقها والذي كان له أكبر الأثر عليها لبقية حياتها.
كان والدها يعمل محررًا لمجلة "كورنهل" وكذلك لقاموس السِّير الوطنية كما كان ستيفن ناقدًا ومؤرخًا هذا عطفًا عن كونه واحدًا من أدباء نهاية العصر الفيكتوري، وتأثرًا بوفاة والدها حاولت وولف الانتحار عبر إلقاء نفسها من النافذة ولكنها تعافت، وبعد عامين من وفاة والدها توفي شقيقها توبي ثم أصيبت أختها غير الشقيقة لورا ميكبيس ستيفن بانهيارٍ عصبيٍّ حاد واحتجزت في مستشفى عقلي.
تم توصيف حالة وولف النفسية من قبل طبيبها المعالج بـ«الجنون الاكتئابي» أو «جنون الثرثرة» إذ اعتادت سماع أصوات غريبة، وهنا نصحها طبيبها بالابتعاد نهائيًا عن القراءة والدراسة.
لم يقتصر مرض وولف على سماع الأصوات، وإنما امتد إلى الهوس والتخيلات؛ ففي العام 1913 حاولت الانتحار عبر تناول 100 حبة من حبوب الفيرونال ولكنها نجت.
في حياتها تعرَّفت وولف على عددٍ من الرجال؛ أولهم كان يكبرها بأربع وعشرين سنة وكان زير نساء وكادت أن تتزوج به لولا وفاته عام 1908، أمّا الرجل الثاني في حياة وولف فهو ليتون ستراوش الذي كان مثليًا.
فى عام 1915 كتبت وولف أولى رواياتها "رحلة إلى الخارج"، وألفت وولف كتاب "غرفة تخصُّ المرء وحده" خلال عام 1918 وركّزت من خلاله على قضية المرأة، وفي عام 1925 كتبت وولف روايتها الشهيرة "السيدة دالاوي" وهي رواية تدور جميع أحداثها خلال يومٍ واحد فقط.
في صباح الجمعة 28 مارس 1941 كتبت فرجينيا وولف إلى زوجها ليونارد "حبيبي، أنا واثقة بأنني سأجنُّ مرةً أخرى، وأشعر بأننا لا نستطيع أن نعاني مجددًا شيئًا من تلك الأوقات الفظيعة، أنا لن أشفى هذه المرة؛ بدأتُ اسمع الأصوات، ولا أستطيع التركيز، لذا سأفعل على ما يبدو لي أنه أفضل ما ينبغي فعله. لا أستطيع الاستمرار في إفساد حياتك، ولا أظن أن هناك شخصين يمكنهما أن يكونا أسعد مما كنا".
وضعت وولف الرسالة على الموقد القابع في غرفة الجلوس ثم توجّهت صوب نهر أوز قرب يورك البريطانية، بعد أن أثقلت جيوب معطفها بالحجارة وأغرقت نفسها لتنتهي حياة كاتبة من أعظم الأدباء في القرن العشرين.