تمر اليوم الذكرى الـ88 على وفاة الفنان التشكيلى الكبير محمود مختار، أحد الفنانين الرواد القلائل في فن النحت وصاحب تمثال نهضة مصر الشهير وله متحف باسمه قائم إلى الآن، متحف الفنان محمود مختار الذي يعد قبلة لدارسي الفنون في مصر وشاهد على فترة تاريخية وسياسية هامة.
تأثر مختار بشدة بثورة 1919 في مصر ضد الاحتلال الإنجليزي، وقام بنحت نموذج أسماه "نهضة مصر" لصالون الفنانين الفرنسي في 1920. والعمل، الذي اعتبره سعد زغلول رمزاً للنهضة الوطنية" يظهر فلاحة وأبا هول ممثلاً التاريخ العظيم لمصر القديمة وعطاء وادي النيل الزراعي، وجذب العمل الانتباه في الحال مجموعةً من التلاميذ المصريين الزائرين وكذلك السياسي الشهير ويصا واصف والذي رجع إلى القاهرة لخوض حملة من أجل تمويل وإقامة نسخة نصب تذكاري من التمثال.
وبعد ثمان سنوات من جمع التبرعات وواضطرابات سياسية لا يمكن توقعها، تم الكشف عن التمثال في يوم الأحد 20 مايو 1928 في ميدان باب الحديد (ميدان رمسيس حاليا) مواجها محطة السكة الحديد (وقد تم نقله لاحقاً خارج جامعة القاهرة في 1955)، وكان مختار أول نحات مصري تُعرَض تماثيله في الميادين العامة. ويستمر التمثال كرمز مؤثر للأمة الحديثة إلى يومنا هذا.
وفى ظل الفترة القصيرة التى استطاع فيها الفنان محمود مختار ان يحقق نجاحا كبيرا فى مجال النحت والأعمال الرائعه التى قدمها عن حياه الريف والقرية المصرية التى نشأ فيها، ظلت سيرته معروفة بين الجميع إلى أن توفى 27 مارس عام 1934م، ومازالت أعماله قائمة حتى الأن وتظل موضع حديث بين الناس وعلى رأسهم متحف محمود مختار الذى نادى الصحفيون وعلى رأسهم هدى شعراوى بالحفاظ على أعماله بإنشاء متحف له على نفقة الوزارة.
أصيب مختار في يده عام 1932، فعاش أيامه الأخيرة متنقلا بين الأطباء، وكان يحلم بإقامة تماثيل للإسكندر الأكبر والزعيم المصري أحمد عرابي وكليوباترا لكن المرض لم يمهله فتوفي يوم 28 مارس 1934، حيث رحل متأثراً بمرض سرطان الدم.
بعد وفاة المثال محمود مختار عام 1934، تكونت جماعة اصدقاء فن مختار لترعى فنه وتحيى ذكراه.. كانت ترأسها السيدة هدى هانم شعراوى التى كانت راعية للفن عطوفة على الفنانين، وكانت تضم المهندس ب.أ.فيس الذى كان عاشقاً لفن مختار سخياً فى اقتناء اعماله حريصاً على حمايتها وعرضها، وكللت هذه الجهود بقيام وزارة المعارف عام 1938 بإنشاء متحف محمود مختار علي نفقة الوزارة.