تعتبر الكاتبة الإنجليزية فيرجينيا وولف من أحد أهم روائيي القرن العشرين حيث كانت واحدة من رواد استخدام تيار الوعي كأداة سرد إلى جانب معاصرين مثل مارسيل بروست وجيمس جويس، وقد أشتهرت برواياتها ذائعة الصيت مثل غرفة يعقوب وأورلاندو وإلى المنارة وبين الليل والنهار وقد ولدت في 25 يناير من عام 1882 في لندن وتوفت عام 1941، وقد كانت واحدة ممن اختاروا إنهاء حياتهم بأنفسهم لكن كيف اختارت الموت؟
بعد الانتهاء من مخطوطة روايتها الأخيرة التي نُشرت بعد وفاتها "بين أعمال الرسل" عام 1941 وقعت فيرجينيا وولف في كآبة مشابهة لتلك التي تعرضت لها سابقًا في بداية شبابها، وقد أدت بداية الحرب العالمية الثانية وتدمير منزلها بلندن خلال الحرب الخاطفة والاستقبال البارد الذي حظيت به سيرتها الذاتية لصديقها الراحل روجر فراي إلى تفاقم حالتها حتى عجزت عن العمل وعندما انضم زوجها ليونارد وولف إلى حرس الوطن ضمن القوات البريطانية رفضت فرجينيا وولف وتمسكت بمسالمها وانتقدت زوجها لارتدائه ما اعتبرته "الزي السخيف لحرس الوطن".
تشير مذكرات وولف إلى أنها بعد أن بدأت الحرب العالمية الثانية كانت مهووسة بالموت الأمر الذي ظهر أكثر فأكثر مع تدهور مزاجها وفي 28 مارس 1941 أغرقت وولف نفسها بملء جيوب معطفها بالحجارة والسير في نهر أوس بالقرب من منزلها، ولم يتم العثور على جثتها حتى 18 أبريل التالى وقد دفن زوجها بقايا جثثها المحترقة تحت شجرة الدردار في حديقة بيت الراهب قرب منزلهم في رودميل بمنطقة ساسكس.
في رسالتها الأخيرة إلى زوجها قالت وفقا لكتاب فيليس روز حياة فيرجينيا وولف: "أنا متأكدة من أنني سأجن مرة أخرى، أشعر أننا لا نستطيع أن نمر بأوقات عصيبة أخرى، وأننى لن أتعافى هذه المرة، بدأت في سماع أصوات ولا أستطيع التركيز، ما أريد قوله هو أنني مدينة لك بكل سعادة حياتي، لقد كنت صبورًا تمامًا معي وكنت جيدًا بشكل لا يصدق، إذا كان أي شخص يمكن أن ينقذني لكان من الممكن أن أستمر، ذهب كل شيء مني إلا يقين طيبتك، لا يمكنني الاستمرار في إفساد حياتك بعد الآن، لا أعتقد أن شخصين كان يمكن أن يكونا أكثر سعادة مما كنا عليه الآن".