بعث الناقد الدكتور حسين حمودة، برسالة تهنئة إلى أبلة فضيلة فى عيد ميلادها الـ93، ووصفها بـ"مربية الأجيال"، التى لم يتراجع سحرها حتى اليوم، فمنذ بداية مسيرتها وهى يومنا هنا، ظلت تجسيدا لروح الطفولة الأبدية.
وقال الدكتور حسين حمودة، فى تصريحات خاصة لـ"انفراد": "أبلة فضيلة" أو الأستاذة فضيلة توفيق، كما أتصورها الآن، "مربيّة أجيال" بالمعنى الكامل للتعبير، ولكني في طفولتي لم أكن أفكر طبعا في هذا المعنى، كنت أكتفي وأستمتع وأسعد بمتابعة برنامجها "غنوة وحدوتة" الإذاعي الشهير، وبصوتها الجميل المبهج، وبأدائها المشوق، وبروحها التي كانت تتجاوب دائما مع ما تحكيه.
وتابع حسين حمودة: ولم يكن هذا كله منفصلا عن الأغنيات اللطيفة التي ترتبط ببرنامجها، وإن كنت مدفوعا أكثر بسحر حواديتها التي تحكيها أكثر من جمال الأغنيات، ببساطة لأن كل أغنية كانت أشبه بنهاية مؤلمة تعلن أن البرنامج سوف ينتهي اليوم.
وأضاف حسين حمودة: ومع ذلك كان الأمل يتجدد مع كلماتها الختامية التي تقدم وعدا لطيفا مخفّفا بأن كل من سوف يأتي غدا "هايفرح بالغنوة ويتسلّى بالحدوتة".. فيما أعقب الطفولة، التي كنت أستعيدها أحيانا في مراحل مختلفة تالية، لم يتراجع أبدا السحر القديم لأبلة فضيلة.. وكثيرا ما كنت أعقد مقارنات بين برنامجها وبرامج أخرى للأطفال، أسمعها أو أطل على بعض مشاهدها بسرعة.
وتابع حسين حمودة: وكنت أجد دائما تفوقا لبرنامجها رغم أنه كان يعتمد على الصوت أو الأصوات فقط.. وأفكر الآن في أن جانبا مهما من هذا التفوق يرتبط بروح أبلة فضيلة نفسها.. هي لم تكن تؤدي عملا موجها للأطفال، يطلّ على عالمهم من أعلى، بمنطق الكبار.. هي نفسها، بصوتها وبأدائها وبانفعالها، ظلت تجسيدا لروح الطفولة الأبدية، عرفت أن اليوم عيد ميلادها.. ولذا أهنئها، وأتمنى لها العمر المديد، والصحة، والسعادة الكاملة التي تكافئ ما منحته من متعة وسعادة حقيقية لأطفال كثيرين خلال زمن طويل ممتد.