كتاب الإشارات الإلهية كتاب لأبي حيان التوحيدي ويحتوى مجموعة من الرسائل الصوفية تتجه لمخاطَب غير معيّن، تمت صياغتها في شكل مواعظ وعلامات طريق.
وأبو حيان التوحيدي، توفى بعد سنة 400 هجرية، وعرف بأنه أديب الفلاسفة وفيلسوف الأدباء، من أعلام القرن الرابع الهجري، عاش أكثر أيامه في بغداد.
امتاز التوحيدي بسعة الثقافة وحدة الذكاء وجمال الأسلوب، كما امتازت مؤلفاته بتنوع المادة، وغزارة المحتوى، فضلا عما تضمنته من نوادر وإشارات تحتمل تأويلات عديدة.
يقع كتاب الإشارات الإلهية، في رسائل تقوم على المناجاة أو الدعاء وعلى مخاطبة شخص ما، ويبدو التوحيدي وكأنه يمد يده إلى شخص مثله، مريد في طريق الهداية والنجاة.
نجد نصائح بالأخذ بالفضائل، والخلق التقويم، وتأمل نعم الخالق التي أنعم بها على الإنسان، وبيان كيفية السعي للرضا الإلهي.
وتبعا للتفاوت في الحالات النفسية يتراوح حديث التوحيدي بين اللين والشدة، ويقدم لنا تعريفا لبعض القضايا، وإفهاما لبعض الأمور، في سلوكيات طريق المريد والسالك.
ويمدنا الكتاب بمفهوم واضح للتصوف حسبما كان يؤمن به التوحيدي، الذي استطاع أن يمزج في إشاراته الصوفية بين كتابة النماذج للرسائل الصوفية وبين التعبير الوجداني الذاتي، فارتفع بأسلوبه غلى درجة عالية لم يبلغها متصوف قبله، ولم يبلغها التوحيدي ذاته في أي من مؤلفاته التي وصلتنا.