تمر اليوم ذكرى خروج الحملة الصليبة السابعة من مصر، تلك التى تلقت هزيمة نكراء من الجيش المصرى، وكان نتيجتها أن ظهر المماليك كقوة لا يستهان بها، فكم سنة قضتها الحملة الصليبة فى مصر؟
فى 25 أغسطس من عام 1248 خرجت حملة فرنسية بقيادة الملك لويس التاسع من فرنسا باتجاه الشرق. أبحر لويس التاسع من مرفأ إيجو-مورت، بصحبته زوجته "مرجريت دو بروفنس"، وأخويه شارل أنجو و"روبرت دى أرتوا"، ونبلاء من أقاربه ممن شاركوا فى حملات صليبية سابقة. كان الأسطول الصليبى ضخما ويتكون من نحو 1800 سفينة محملة بنحو 80 ألف مقاتل بعتادهم وسلاحهم وخيولهم.
فى مايو عام 1249 أبحر لويس نحو مصر على متن سفينته الملكية "لو مونتجوى"، وتبعته سفن الحملة من ميناء ليماسول القبرصى، وبسبب شدة الرياح جنحت إلى عكا وسواحل الشام نحو 700 سفينة تحمل حوالى 2100 فارس صليبى، فتوقف لويس فى جزيرة المورة اليونانية حيث انضم إليه قريبه "هيو دو بورجوندى"، ثم أبحرت السفن إلى مصر.
وصلت سفن الصليبيين إلى ثغر دمياط وأرسل لويس رسالة إلى السلطان الصالح أيوب يطالبه فيها بالاستسلام فرد عليه الصالح برسالة يحذره فيها من مغبة مهاجمته لمصر وينبئه بأن بغيه سيصرعه، وفى فجر السبت 22 صفر 647 هـ/5 يونيو 1249 نزل جنود وفرسان الحملة على بر دمياط، كانت القوات الصليبية تضم نحو 50,000 مقاتل وفارس، وضربت للويس خيمة حمراء كبيرة على الشط، وتراجع المسلمون، وسقطت دمياط.
فى 20 نوفمبر 1249م، بعد نحو ستة أشهر من احتلال دمياط، خرج الصليبيون من دمياط ومعهم سفنهم توازيهم فى النيل، وبعد بضعة معارك مع المسلمين وصلوا فى 21 ديسمبر إلى المنصورة.
فى تلك الأثناء توفى السلطان الصالح أيوب فى 15 شعبان 647 هـ/23 نوفمبر 1249م، فأصبحت مصر بلا سلطان، فأخفت أرملته شجر الدر خبر وفاته وأرسلت مقدم المماليك البحرية فارس الدين أقطاى.
أمسك المماليك بزمام الأمور وتمكنوا من تنظيم القوات المنسحبة، ووافقت شجرة الدر - الحاكم الفعلى للبلاد - وبعد وصل السلطان الجديد توران شاه إلى المنصورة فى 28 فبراير 1250 لقيادة الجيش، تنفست شجر الدر الصعداء بعد أن تحملت عبء الدفاع عن البلاد، وأعلنت رسمياً نبأ وفاة زوجها الصالح أيوب، واستطاع قيادة الجيوش إلحاق الهزيمة بالصليبين.
أسر لويس التاسع فى "منية عبد الله" (ميت الخولى عبد الله الآن)، بعد أن استسلم وأودع مغللاً فى دار بن لقمان، وغادر مقابل تسليم دمياط للمصريين، والتعهد بعدم العودة إلى مصر مرة أخرى، بالإضافة إلى دفعه دية قدرها 400 ألف دينار تعويضاً عن الأضرار التى ألحقها بمصر.
قدرت كلفة الحملة الصليبية السابعة بما يزيد على 1300,000 ليرة تورية "وهى عملة فرنسية مسكوكة فى مدينة تور، ومات فى حملة لويس التاسع ما بين 10 آلاف إلى 30 ألفا من الجنود الصليبيين.
خرجت الحملة الفرنسية من مصر نهائيا فى سنة 1254 ميلادية، وبذلك تكون قد قضت 5 سنوات فى بر مصر، وخرجت معلنة فشلها.