يحمل التاريخ الدينى نساء عديدات أثرن فى مسيرة التاريخ الإنسانى، تظل قصة زوجة النبى زكريا عليه السلام، نموذجًا للمرأة الصابرة على قضاء الله، عاقرًا لا تلد دعت ربها فاستجاب لها بالذرية الصالحة، إنها إليصابات العابدة، زوجة نبي الله زكريا، وأم نبي الله يحيى عليهما السلام، وأخت حنة بنت فاقوذ زوجة عمران، وخالة السيدة العذراء مريم بنت عمران أم عيسى عليه السلام.
أتت إليصابات من نسل النبى هارون.. أخت حنة بنت فاقوذ زوجة عمران، وخالة السيدة العذراء مريم بنت عمران أم عيسى عليه السلام. كانت إيشاع تقية، صالحة، من العابدات، وصابرة على قضاء الله، فقد كانت عاقرا لا تلد.
لا نعرف أى شىء عن طفولتها وظروف زواجها من النبى زكريا، فالقرآن والكتب المقدسة لم تذكر إلا حكاية زكريا مع السيدة مريم، وحكاية حمل زوجته إليصابات العابدة الصابرة.. كانت هى وأختها حنة محرومتين من الإنجاب، إلى أن استجاب الله سبحانه وتعالى لدعاء حنة بأن يرزقها بطفل تهبه لبيت المقدس، فوهبها مريم عليها السلام.
تم ذكرها فى القرآن عندما نادى زكريا ربه قال: (رب إني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيباً ولم أكن بدعائك رب شقياً. وإني خفت الموالي من ورائي وكانت امرأتي عاقراً فهب لي من لدنك ولياً يرثني ويرث من آل يعقوب واجعله رب رضياً) "سورة مريم الآية 4".
واستجاب الله دعاءه وكانت البشرة التى حاملها الملائكة الكرام قال تعالى (إنا نبشرك بغلام اسمة يحيى).
ويقال أنه عندما كانت إليصابات زوجة زكريا حاملاً بيحيى، في الوقت ذاته كانت ابنة أختها مريم حاملا بعيسى عليه السلام، وولد عيسى بعد ميلاد يحيى بثلاثة أشهر. ونشأ يحيى عليه السلام من أبويه إليصابات وزكريا نشأة على صلاح وتقوى وعلم، وقد آتاه الله الحكم صبيًا، وأقبل على معرفة الشريعة وأصولها وأحكامها حتى صار عالما متبحرًا، ومرجعًا يرجع الناس إليه في الفتاوى الدينية. وعمل قاضيا يفصل بين الناس في المسائل الفقهية، وفي خلافاتهم، فيقضي بينهم بالحق والعدل، ثم وافته النبوة والرسالة قبل أن يبلغ من العمر ثلاثين عاما.