أعرب قال الكاتب الفرنسى روبير سوليه عن صدمته عندما وجد كثيرا من المصريين لا يعرفون تاريخهم، ويرددون معلومات غير صحيحة دون تحرى الدقة من تفاصيلها.. وجاء ذلك خلال ندوة "أنواع الكتابة الروائية الصحفية التاريخية"، التى نظمها المجلس الأعلى للثقافة، لمناقشة أنواع الكتابة المختلفة سواء الروائية أو التاريخية بحضور عدد من المثقفين والكتاب.
وخلال كلمته قال الكاتب الفرنسى روبير سوليه إنه بدأ جزءا من حياته كمؤرخ عبر إجراء التحريات والاستطلاعات بمقابلة العديد من الأشخاص، والالتقاء بأسرة مصرية دفعته إلى تأليف رواية "الطربوش" التى تتناول حياة أسرة مصرية تكاد تكون أسرته، وحققت الرواية نجاحا غير متوقع وترجمت إلى عدة لغات، لافتا إلى إنه أجرى العديد من الأبحاث التاريخية، خاصة فى الشأن المصرى القديم، وقام بتأليف كتاب "مصر الغرام.. العشق الفرنسى"، الذى تناول العلاقات الثنائية بين البلدين، وسرد التاريخ الفرعونى وتأريخه، بالإضافة إلى تناول التاريخ المصرى الحديث بكتابة كتاب عن السيرة الذاتية لأنور السادات.
وأضاف سوليه، أن الكتابة الصحفية لابد أن يدرك القائمين عليها أن يكون فى قلب الحدث ويقوم بسردها بطريقة واضحة ودقيقة مع شرح وتحليل ما يحدث مع ضرورة الفصل بين التفاصيل والتعقيبات، مشيرا إلى أن الجميع أصبحوا صحفيين، ولم يعد لدى الصحفيين احتكارا للمعلومات، وربما هناك أحداث ومعلومات تصل للمواطن قبل الصحفيين وينشرها على الإنترنت.
وأكد الكاتب الفرنسى أن المؤرخ يقوم بسرد حدث انتهى، ويروى قصة لها بداية ونهاية، ويستعين بالمصادر فى تقديم المعلومات بطريقة موضوعية، وأن التاريخ ليس من العلوم الدقيقة، لافتا إلى أن المؤرخ يكتب كما يريد، وليس له حد وبوسعه أن يكتب 100 صحيفة أو أكثر لأنه ليس من العلوم الدقيقة.
وأضاف "سوليه" أن الروائى عكس التاريخى الذى يسرد قصة من واقع خياله، يقوم باختراع الشخصيات فى محاولة لابتكار قصة ويضع عليها انفعالاته، وبعد كتابة القصة يكتشف أشياء لم يكن يتخيلها.
ومن جانبه، قال الكاتب خالد الخميسى إن الكاتب الروائى يكتب لنفسه ليعبر عن ذاته فى خصوصية تامة ليرضى نفسه وطموحه، مما يثير انتباه جمهوره ويدفعهم على قراءة كتاباته، موضحا أن الكتابة حرفة وصنعة تتمثل فى معيار الزمن وتحسين جودة الكتابة، والتمرد الذى بدونه لا يكون كاتبا حقيقيا، لأنه يجعله يتمرد على المجتمع والأنظمة الحاكمة التى تثير انتباه المواطنين.
وطالب الخميسى إعادة النظر فى الكتب التاريخية، وتفنيدها من خلال رؤية نقدية، مضيفا "نحن فى احتياج السير فى طريق طويل لتطوير الكتابة التاريخية".