الصحابى "القعقاع بن عمرو التميمي" عرف عنه أنه من ضمن أشجع فرسان العصر الإسلامى، ورغم قوته المفرطة فى ميدان المعركة إلا أنه تمتع بـ ذكاء شديد وسرعة البديهة وقت المعارك، وله دور واضح في قتال الفرس في القادسية وغيرها، وكان أحد الأبطال المذكورين، يقال إن أبا بكر الصديق: قال عنه "صوت القعقاع في الجيش خير من ألف رجل".
وحسبما ذكر الطبري في تاريخه، بداية الظهور العسكري للقعقاع تزامنت مع اشتعال حروب الردة، وذلك عندما أرسله أبو بكر الصديق إلى قبيلة هوازن، للإغارة على علقمة الكلبي، ففر منه علقمة، وأتى القعقاع بأهله إلى المدينة، فأعلنوا إسلامهم وتوبتهم.
وقيل فى كتاب ابن الأثير في الكامل، إن القعقاع شارك في معركة القادسية، وكان من أبطالها، إلى درجة أن عمر بن الخطاب لما أرسل إلى سعد بن أبي وقاص يسأله عن أشجع فرسان القادسية، أجابه الأخير: "إني لم أرَ مثل القعقاع بن عمرو، حمل في يوم ثلاثين حملة، يقتل في كل حملة بطلاً".
بعد انتهاء الردة، شارك القعقاع في الحروب التوسعية على الجبهة العراقية، ويقال إن خالد بن الوليد لما حاصر الحيرة، أرسل إلى أبي بكر يستمده، فأمده بالقعقاع، وقال لخالد "لا يهزم جيش فيه مثله". وسرعان ما أثبتت نبوءة الخليفة صدقها، عندما تمكن القعقاع من إنقاذ خالد بن الوليد من إحدى المكائد التي دبرها له هرمز، قائد الجيش الفارسي في واحدة من المعارك.
يُذكر أن القعقاع هو الذي بدأ الزحف على الفرس ليلة المعركة، وأنه كان أول من حارب ليلاً في تاريخ العرب، كما أنه اضطلع بعبء التخلص من الفيل الأبيض الذي يقود باقي فيلة الجيش الفارسي في أرض المعركة، فلما قُتل هذا الفيل وقع الارتباك في صفوف الفرس، وفقدوا أهم أسلحتهم على الإطلاق، ما فتح الباب واسعاً أمام انتصار المسلمين.