فتح المسلمون عمورية بقيادة الخليفة العباسى الثامن المعتصم بالله في 17 رمضان سنة 223 هجرية الموافق 13 أغسطس 838 ميلادية بعد هجوم الإمبراطور البيزنطي ثيوفيلوس أو توفيل بن ميخائيل الذي حكم فيما بين عامى 2014 و227 هجرية على ملطية الواقعة في تركيا حاليًا وزبطرة في العام السابق للمعركة وقيامه بتخريبهما وأسر الكثير من النساء فساء هذا المعتصم وقرر الأخذ بالثأر فسار إليه في جيش غازيا .
وقد ذكر ابن الأثير في كتاب الكامل :"لما خرج ملك الروم وفعل في بلاد الإسلام ما فعل بلغ الخبر المعتصم فلما بلغه ذلك استعظمه وكبر لديه وبلغه أن امرأة هاشمية صاحت وهي أسيرة في أيدي الروم "وامعتصماه" فأجابها وهو جالس على سريره لبيك لبيك ونهض من ساعته وصاح في قصره النفير النفير ثم ركب دابته وسمط خلفه شكالا وسكة الحديد وحقيبة فيها زاده ولم يمكنه المسير إلا بعد التعبية وجمع العساكر فجلس في دار العامة وأحضر قاضي بغداد وهو عبد الرحمن بن إسحاق وشعبة بن سهل ومعهما ثلاثمائة وثمانية وعشرون رجلا من أهل العدالة فأشهدهم على ما وقف من الضياع فجعل ثلثا لولده وثلثا لله تعالى وثلثا لمواليه".
جمع المعتصم جيشًا كبيرًا وتولى قيادته بنفسه، كما ساعده كبار قادته كحيدر بن كاوس ولقبه الأفشين وأشناس، ويقال أن اسم عمورية كان منقوشًا على درع كل جندي في الجيش.
وتقدم المعتصم بجيوشه حتى التقى بجيش الامبراطور البيزنطى تيوفيل بتركيا الحالية فقامت بين الجيشين معركة انتهت بانتصار جيش المعتصم، ثم توجه بعدها إلى مدينة عمورية وضرب حصارًا عليها، وبعد الحصار الشديد الذى استمر أحد عشر يوما تمكن المعتصم من اقتحام عمورية وأسر من فيها، وقد وصف الشاعر أبو تمام ذلك بالقصيدة التي مطلعها:
السيف أصدق أنباء من الكتب في حده الحد بين الجد واللعب