تمر اليوم ذكرى ميلاد الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودي الذى ولد في 11 أبريل من سنة 1938 وقدم للثقافة العربية والمصرية مجموعة خالدة من القصائد والأغنيات .. وفى هذه المناسبة نقرأ مع قصيدة "دنيا":
وكانت هىّ
بتحب الدعا بالليل
فى نور النجم
تفرد شعرها المبلول
وتفتح قلبها المقفول
ومنها لربها على طول
مفيش بينهم.. طريق مقفول.
وكان هوّ النحيل خالص
كبير خالص
كإنه نخلة نعست تحتها أجيال
وضلتها
بعرض الأرض والسموات
وجبّارة
لكن.. بتجاوب النسمات
وتتمايل ترش الضل.. تلم الضل
حسب الشمس ما بتحل.
......
وكانت هىّ معشوقة
بتستقبل على شوقة
وبتفارق على شوقة
رقيقة.. أرق مخلوقة
قليلة الحيل
قليلة الحجم
وبتحب الدعا.. بالليل.. فى نور النجم.
...........
وكان هو يحب الشاي
وتكبيرة الأدان والنور
ولسعة نِسميات الصبح
ولا يفرّقش بين حر الشموس
والبرد
وبين غيم المطر والشّرد
وكان له صوت
قليل يطلع
لكنُّه صوت جميل غنّاى
كأن الدنيا عاوزة شرح
بيحزن
إنما بينسى حِزِنها ليه
شجر غُفران ما بطَّل طرح
حزين وعمره ما بيحزن
وكان يحلم بيوم أحسن
شموس وطريق
وفكّة ضيق
وبلِّة ريق
بيرمى حموله على بكرة
ولا بيحسد ولا بيكره
ولا يلوم حدّ
وعنده السبت زى الحدّ
وكان صوته اللى كان غنّاى
يدلّ عليه
جميل حتى فى شفطة شاى
وندهة ناى وقولة "إيه"
ورغم إنه شديد ساعد
مستسلم
لا بيعافر.. ولا يعاند
ياخد من قوِّتُه ع القد
يشَهِّد.. ربنا الشاهد
وبيسَمِّى.. ويتشاهد
عفوف الروح
نضيف اليد
لا بيفَرَّط.. ولا بيجور
ولا بيسكت.. ولا بيثور
وهااااااااااااااااااااااااااااااااادى
لما دمه يفور
إذا شده الزمن
ينشد
وإيه أخدوا اللى عاندوا العند؟
تملى يقول
يقولها بجد
يقولها لنفسه
ما يسمعها جنبُه.. حد
ويصحى كل يوم.. ينفض تراب الخد.
......
وكانت هي
أم الخلفة والوحمة
بتصحى من طلوع الفجر
نبع الود والرحمة
كفوفها تطرح النوار
وكانت هى حس الدار
وباب الدار
وسقف الدار
وفرن الدار
وحتى صمتها ونَّاس
دراعها.. يعشق الضمة
ومغموسة فى حُب الناس
دموعها.. تجبر المكسور
تصون الود والأسرار
وتبنى الدنيا من غير أجر
وفى الضلمة تولع نور.