يعد الإمام أبو حجر العسقلانى، واحد من أبرز أئمة الحديث، لُقب بعدة ألقاب منها شيخ الإسلام وأمير المؤمنين في الحديث، كان مولعا بالأدب والشعر ثم أقبل على علم الحديث، وعمل بالحديث وشرح صحيح البخاري في كتابه فتح الباري.
شهاب الدين أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن محمد بن علي بن محمود بن أحمد بن أحمد الكناني العسقلاني ثم المصري الشافعي، ويتَّبع المذهب الشافعي، وكان يُكَنَّى الإمام بابن حجر، نسبةً إلى أحد أجداده، ويقال له: العسقلاني؛ لأنَّ أجداده من منطقة عسقلان.
ولد ابن حجر في نيل مصر سنة سبعمائة وثلاثة وسبعين في الثاني والعشرين من شعبان، وبقي البيت الذي ولد فيه له وقد بيع بعد وفاته، وقد انتقل إلى القاهرة بالقرب من منطقة بهاء الدين ومات فيها.
له العديد من المصنفات الأخرى، عدَّها السخاوي 270 مصنفًا، وذكر السيوطي أنها 200 مصنف. وقد تنوعت مصنفاته، فصنف في علوم القرآن، وعلوم الحديث، والفقه، والتاريخ، وغير ذلك من أشهرها: تقريب التهذيب، ولسان الميزان، والدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة، وألقاب الرواة، وغيرها.
تولى ابن حجر الإفتاء واشتغل في دار العدل وكان قاضي قضاة الشافعية. وعني ابن حجر عناية فائقة بالتدريس، واشتغل به ولم يكن يصرفه عنه شيء حتى أيام توليه القضاء والإفتاء، وقد درّس في أشهر المدارس في العالم الإسلامي في عهده من مثل: المدرسة الشيخونية والمحمودية والحسنية والبيبرسية والفخرية والصلاحية والمؤيدية ومدرسة جمال الدين الأستادار في القاهرة.
بدأ المرض بالحافظ ابن حجر في ذي القعدة سنة 852هـ، ومع مرضه إلا أنه كان يواصل أعماله ويحضر مجالس الإملاء وهو ضعيف الحركة، يكتم عن الناس وعكه، توفي في 852 هـ بالقاهرة.