الصحابى نعمان بن مقرن المزنى، لقب "بالأمير القائد" وهو من أشجع فرسان العصر الإسلامى، وفى خلال السطور التالية سوف نستعرض مواقفه الباسلة فى ميدان المعارك، وكيف كان يبث روح القتال فى صفوف جيش المسلمين؟.
وفى كتاب "أحوال الطيبين الصالحين عند الموت"، للدكتور سيد بن حسين العفانى، يروى أحد المعارك الشرسة "نهاوند" التى قادها نعمان ضد الفرس، خطب النعمان بن مقرن رضي الله عنه - في جیشه فقال: "إذا كبرت التكبيرة الأولى، فشدّ رجل شسعه، وأصلح من شأنه، ولیتهیأ من لم یكن تهیأ. فإذا كبرت الثانیة؛ فشد رجل إزاره، ولیشد علیه سلاحه، وليتأهب للنهوض، ويتهيأ لوجه حملته. فإذا كبرت الثالثة فإني حامل إن شاء الله فاحملوا معا. اللهم إني أسألك أن تُقر عيني اليوم بفتح يكون فيه عز الإسلام، وذل يذل به الكفار، ثم اقبضني إليك بعد ذلك على الشهادة، واجعل النعمان أول شهيد اليوم على إعزاز دينك، ونصر عبادك. أمنوا يرحمكم الله» فأمن المسلمون وبكوا. وحمل النعمان - رضي الله عنه- مع التكبيرة الثالثة، وهو يحمل الراية، وقد رآها المسلمون.
واستمر القتال من انتصاف النهار حتى هبوط الظلام، وكثر قتلى الفرس، حتى استشهد نعمان بن مقرن المزنى ، أطلق على معركة نهاوند "فتح الفتوح" سنة 21 هجرياً.
أما كيف استقبل الفاروق عمر بن الخطاب نبأ استشهاد النعمان بن مقرن فيقول البلاذري في كتابه فتوح البلدان "لما بلغ عمر مقتله دخل المسجد ونعاه إلى الناس على المنبر ووضع يده على رأسه يبكي".