توالت الأحداث فى عهد الخليفة المهدى الذى بدأ يستخدم أبناءه موسى الهادى وهارون الرشيد وإبراهيم، فى قيادة الجيوش وتولى الإمارات فما الذى يقوله التراث الإسلام؟
يقول كتاب البداية والنهاية للحافظ ابن كثير تحت عنوان "ثم دخلت سنة أربع وستين ومائة"
فيها: غزا عبد الكبير بن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب بلاد الروم، فأقبل إليه ميخائيل البطريق فى نحو من تسعين ألفا، فيهم طازاذ الأرمنى البطريق ففشل عنه عبد الكبير ومنع المسلمين من القتال وانصرف راجعا، فأراد المهدى ضرب عنقه فكلم فيه فحبسه فى المطبق.
وفى يوم الأربعاء فى أواخر ذى القعدة: أسس المهدى قصرا من لبن بعيسا باذ، ثم عزم على الذهاب إلى الحج فأصابه حمى فرجع من أثناء الطريق، فعطش الناس فى الرجعة حتى كاد بعضهم يهلك، فغضب المهدى على يقطين صاحب المصانع، وبعث من حيث رجع المهلب بن صالح بن أبى جعفر ليحج بالناس فحج بهم عامئذ.
وفيها توفي: شيبان بن عبد الرحمن النحوي، وعبد العزيز بن أبى سلمة الماجشون، ومبارك بن فضالة صاحب الحسن البصري.
ثم دخلت سنة خمس وستين ومائة
فيها: جهز المهدى ولده الرشيد لغزو الصائفة، وأنفذ معه من الجيوش خمسة وتسعين ألفا وسبعمائة وثلاثة وتسعين رجلا، وكان معه من النفقة مائة ألف دينار، وأربعة وتسعون ألف دينار، وأربعمائة وخمسون دينارا، ومن الفضة إحدى وعشرون ألف ألف وأربعمائة ألف، وأربعة عشر ألفا وثمانمائة درهم.
قاله ابن جرير: فبلغ بجنوده خليج البحر الذى على القسطنطينية، وصاحب الروم يومئذ أغسطه امرأة أليون، ومعها ابنها فى حجرها من الملك الذى توفى عنها، فطلبت الصلح من الرشيد على أن تدفع له سبعين ألف دينار فى كل سنة، فقبل ذلك منها، وذلك بعد ما قتل من الروم فى الوقائع أربعة وخمسين ألفا وأسر من الذرارى خمسة آلاف رأس وستمائة وأربعة وأربعين رأسا، وقتل من الأسرى ألفى قتيل صبرا، وغنم من الدواب بأدواتها عشرين ألف فرس، وذبح من البقر والغنم مائة ألف رأس.
وبيع البرذون بدرهم والبغل بأقل من عشرة دراهم، والدرع بأقل من درهم، وعشرون سيفا بدرهم.
فقال فى ذلك مروان بن أبى حفصة:
أطفت بقسطنطينية الروم مسندا * إليها القنا حتى اكتسى الذل سورها
وما رمتها حتى أتتك ملوكها * بجزيتها والحرب تغلى قدورها
وحج بالناس صالح بن أبى جعفر المنصور.
وفيها توفي: سليمان بن المغيرة، وعبد الله بن العلاء بن دبر، وعبد الرحمن بن نائب بن ثوبان، ووهب بن خالد.