يرتبط المصريون طقوس عدة فى شهر رمضان المبارك، حيث يقيمون عددًا من المظاهر الخاصة احتفاءً بمجيء شهر الصيام، وتتميز أيام "رمضان" فى مصر بعادات، تعطى للمحروسة طابعًا خاصًا بها خلال الشهر الكريم، ومنها "الإمساكية" التي تعتبر بمسابقة "رزنامة" صغيرة للوقت لمعرفة المسلمين لمواعيد الإفطار والإمساك، ولا تزال موجودة إلى اليوم وإن تحولت إلى شكل إلكترونى.
إمساكية شهر رمضان عبارة عن جدول يحوي على مواقيت الصلوات الخمس والإفطار والسحور، تعتبر الامساكية من الأمور الهامة لدى جميع المسلمين من أجل التعرف على مواعيد الصلوات والانتظام بها، وكذلك معرفة وقت الإفطار، ووقت السحور، ومن ثم الإمساك عن الطعام وأيضا عدد ساعات الصوم خلال اليوم.
وبحسب الباحث فى التراث الشعبى المصرى وسيم عفيفى، فإن الإمساكية ظاهرة مصرية، ظهرت لأول مرة فى عهد محمد على قبل أن يفارق الحياة بعامين، فى شهر رمضان من العام 1262 هجرى الموافق سبتمبر من العام 1846 ميلادى .
وتمت طباعة الإمساكية حينها على ورقة صفراء ذات زخرفة بعرض 27 سنتيمترا وطول 17 سنتيمترا وكتب فى أعلاها أول يوم رمضان الاثنين، ويرى هلاله فى الجنوب ظاهرًا كثير النور قليل الارتفاع، ويمكث 35 دقيقة، وأسفل الجملة جدول كبير به مواعيد الصلاة والصيام لكل يوم من أيام شهر رمضان بالتقويم العربى وليس الإفرنجى، ومرفق بالجملة صورة محمد على باشا.
وجاءت تسمية إمساكية رمضان اشتقاقا من الكلمة العربية "إمساك" لتشمل مواعيد إمساك الإفطار وإمساك الصيام، أى التوقف الوقتى للصيام والإفطار، بالإضافة إلى مواعيد الصلوات الخمس.
وطبعت تلك الإمساكية فى مطبعة بولاق وأطلق عليها "إمساكية ولى النعم"، وتم توزيع الإمساكية على كل ديوان من دواوين الحكومة، مع أمر لكل الموظفين بعدم الكسل والإهمال فى العمل وعدم التراخى فى توزيعها.