الصحابى عاصم بن عمرو التميمى، هو أحد زعماء بني تميم وفرسانها وشعرائها، ويعد من أشجع فرسان العصر الإسلامى، عرف عنه أنه قائد كتيبة الأهوال، فهو شقيق الفارس الشجاع القعقاع بن عمرو التميمى، وفى خلال السطور التالية سوف نرصد حنكتة العسكرية في إدارة المعارك.
وفى كتاب "الأعلام" لـ خير الدين الزركلى، كان سريع الحركة، لكنه لا يُقْدم على عمـل عسـكري إلا وفـق خطـة واضحـة، ويرفـع معنویات رجاله بمثاله الشخصي فلا غرابة أن يكون النصر حليفه، يسير معه أينما سار، كـان وفياً نزيهاً، يتحمل الغُـرم، ويؤثـر أصحابـه بـالغُنم، شهماً غيـوراً صادقاً، محبـاً للخير.
قدِم مع وفد قومه بني تميم بعد غزوة تبـوك، وهـي آخـر غـزوة للنبي صلّى الله عليه وسلّم، فلـم ينـل شـرف الجهاد مع النبي صلّى الله عليه وسلّم، لكنه جاهد تحت راية خـالد بن الوليد في حروب الردة وفي العراق، وقَتـل أحد قادة الفرس في معركة المذار، وشارك في معركـة دُومة الجندل وأسر أُكَيدر بن عبد الملك أمير دومة الجندل الذي كان قد غدر بالمسلمين.
وقاد عاصم بن عمرو قومه بني تميـم، وهو يقاتل تحت راية أبي عبيد بن مسعود الثقفي في معركتي كشكر ونهـر جـور، وانتصـر فيهمـا على الفرس، وحين انهزم المسلمون في معركة الجسر التي استُشهد فيها أبو عبيـد وجماعـة كبيرة مـن المسـلمين، قـام عـاصم والمثنـى بـن حارثـة الشيباني مـع جماعـة مـن أبطـال المسلمين بحماية الانسحاب، وأنقذوا أرواح المسلمين.
وبعد معركة نهاوند قرر الخليفة الراشد عمر بن الخطـاب رضي الله عنه أن يُسيّر جيوش الإسلام إلى سائر بلاد فـارس. وكـان مـن بيـن هـذه الجيـوش الجيش الذي وجّهه إلـى سجستان بقيـادة عـاصم بـن عمـرو رضي الله عنه، فحـاصر عاصمتهـا (زرنـج) وصالحهم، وبذلك دخلت ولاية سجستان الدولـة الإسلامية عام 23هـ - 643م، وتولـّى عـاصم إدارة هذه المنطقة إلى أن توفاه الله عـام 29هـ