شرع الأذان للصلاة فى المساجد وبدأ العمل به فى شهر رمضان من السنة الأولى للهجرة إلى المدينة المنورة، وبالتحديد سنة 623 ميلادية فقد كان من الصعب على الصحابة والمؤمنين معرفة مواقيت الصلوات الخمس فتشاوروا فى ذلك، فلما حل الليل رأى عبد الله بن يزيد رضى الله عنه فى المنام رجلا دله على الأذان وكيفيته.
وقال ابن خزيمة: "باب ذكر الدليل على أن بدء الأذان إنما كان بعد هجرة النبي ﷺ إلى المدينة، وأن صلاته بمكة إنما كانت من غير نداءٍ لها، ولا إقامة"، وقال ابن إسحاق: "وقد كان رسول الله ﷺ حين قدم المدينة إنما يجتمع الناس إليه للصلاة لحين مواقيتها بغير دعوة"، فكان ذلك هما عند النبي ﷺ كيف يجتمع الناس للصلاة، حتى جاء أمر الله عز وجل.
فعن أبي عمير بن أنس عن عمومة له من الأنصار قال: "اهتم النبي ﷺ للصلاة كيف يجمع الناس لها؟ فقيل له: انصب راية عند حضور الصلاة فإذا رأوها آذن بعضهم بعضا، فلم يعجبه ذلك، قال: فذكر له القنع يعني الشبور (هو البوق كما في رواية البخاري)، وقال زياد: شبور اليهود، فلم يعجبه ذلك، وقال: (هو من أمر اليهود)، قال فذكر له الناقوس، فقال: (هو من أمر النصارى)، فانصرف عبد الله بن زيد بن عبد ربه وهو مهتم لهم رسول الله ﷺ، فأُري الأذان في منامه، قال: فغدا على رسول الله ﷺ فأخبره، فقال له: يا رسول الله إني لبين نائم ويقظان إذ أتاني آت فأراني الأذان، قال: وكان عمر بن الخطاب قد رآه قبل ذلك فكتمه عشرين يومًا، قال: ثم أخبر النبي ﷺ فقال له: ما منعك أن تخبرني؟ فقال: سبقني عبد الله بن زيد فاستحييت، فقال رسول الله ﷺ: يا بلال، قم فانظر ما يأمرك به عبد الله بن زيد فافعله، قال: فأذن بلال، فلما سمع عمر بن الخطاب نداءَ بلالٍ بالصلاة خرج إلى رسول الله ﷺ وهو يجر إزاره، وهو يقول: يا رسول والذي بعثك بالحق لقد رأيت مثل الذي قال، قال: فقال رسول الله ﷺ : فلله الحمد.