الصحابى عمرو بن معد يكرب، يعد من أشجع فرسان المسلمين، لقب بـ "فارس العرب" حيث عرف عنه إنه من أشد الناس قتالا فى معركة اليرموك والقادسية، واشتهر أيضا بسيفه "الصمصامة" ، وكان عمرو بن الخطاب يقول عنه "الحمد لله الذي خلقنا وخلق عَمْراً، تعجباً من عظم خلقه"، وفى خلال السطور التالية سوف نستعرض ملامح عن حياته الشجاعه وقوته فى خوض المعارك.
ففى كتاب "عمرو بن معد يكرب الزبيدي الصحابي الشاعر الفارس" المؤلف عبد العزيز بن عبد الرحمن الثنيان، يتحدث عن الفارس وعن شعره وعن سيفه الصمصامة عن هذا البطل الذي قال لكسرى في مجلسه في غيري خوف ولا وجل: إنما المء بأصغريه قلبه ولسانه فبلاغ المنطق.
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: من أجود العرب؟ قالوا: حاتم الطائي، قال: فمن فارسها؟ قالوا: عمرو بن معد يكرب. قال: فمن شاعرها؟ قالوا: امرؤ القيس بن حجر. قال: فأي سيوفها أقطع؟ قالوا: الصمصامة. قال: كفى بهذا فخراً لليمن.
في يوم اليرموك حارب عمرو بن معد في شجاعة واستبسال يبحث عن الشهادة، حتى انهزم الأعداء، وفروا أمام جند الله، وقبيل معركة القادسية طلب قائد الجيش سعد بن أبى وقاص مددًا من أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ليستعين به على حرب الفرس، فأرسل أمير المؤمنين إلى سعد رجلين فقط، هما: عمرو بن معد يكرب، وطليحة بن خويلد، وقال فى رسالته لسعد: إني أمددتك بألفي رجل.
وعندما بدأ القتال ألقى عمرو بنفسه بين صفوف الأعداء يضرب فيهم يمينًا ويسارًا، فلما رآه المسلمون، هجموا خلفه يحصدون رؤوس الفرس حصدًا، وأثناء القتال وقف عمرو وسط الجند يشجعهم على القتال قائلاً: يا معشر المهاجرين كونوا أسودًا أشدَّاء، فإن الفارس إذا ألقى رمحه يئس. فلما رآه أحد قواد الفرس يشجع أصحابه رماه بنبل، فأصابت قوسه ولم تصبه، فهجم عليه عمرو فطعنه، ثم أخذه بين صفوف المسلمين، واحتز رأسه، وقال للمسلمين: اصنعوا هكذا. وظل يقاتل حتى أتمَّ الله النصر للمسلمين..
وفى معركة نهاوند، استعصى فتح نهاوند على المسلمين، فأرسل عمر بن الخطاب إلى النعمان بن مقرن قائد الجيش قائلاً: استشر واستعن في حربك بطليحة وعمرو بن معد يكرب، وشاورهما فى الحرب، ولا تولهما من الأمر شيئا، فإن كل صانع هو أعلم بصناعته، وقاتل عمرو في هذه المعركة أشد قتال حتى كثرت جراحه، وفتح الله على المسلمين نهاوند، وظفر عمرو فى تلك المعركة بالشهادة.