تحل اليوم ذكرى ميلاد الروائى والناقد الفرنسى أناتول فرانسالذى ولد فى باريس يوم 16 أبريل 1844 وكان والده "فرانسوا نويى تيبولت" يبيع الكتب على رصيف "مالاكيه"، وهو ما شده إلى الكتابة والكتب منذ نعومة أظافره وجعله يساهم فى تحرير بعض المجلات مثل صياد التراجم والجريدة المقفاة.
صدرت له العديد من الأعمال المعروفة منها "جوكاست والهرم الهزيل"، و"صدفة اللؤلؤ"، و"جريمة سلفستر بونار"، و"الزنبقة الحمراء"، وكان يظهر دائما فى كتبه لاسيّما كتابه "بطرس الصغير" و"الحياة أيام الزهر" اللذين يصف فيهما أيام صباه وقد حصل على جائزة نوبل فى الأدب عام 1921.
وقد ساند أناتول فرانس ثورة الشعب المصرى فى 1919، فكما يذكر المؤرخ المصرى عبد الرحمن الرافعى فى كتابه "1919"، فإن الوفد المصرى الذى ذهب إلى باريس لمحاولة استمالة الدول الكبرى لمواجهة ما يفعله المحتل البريطانى لمصر، والمطالبة بإلغاء الحماية البريطانية على مصر، واستمالة بعد الكتاب الأوروبيين الكبار نشر بعض المقالات عن مطالب المصريين فى الصحف والمجالات، وألف فيكتور مرجريت أحد مشاهر الكتاب الفرنسيين رسالة باسم "صوت مصر" قدم لها أناتول فرانس مقدمة وجيزة، هى ذاتها دفاع بليغ عن القضية المصرية، وقد تليت فى المأدبة التى أقامها الوفد لرجال السياسة بباريس يوم 2 أغسطس 1919، فقال ما تم تعريبه:
"إن السلطة العليا لأساطيلنا بعثت من الفناء عشرين شعبا كانت من قبل فى عداد الأموات، فهذه بولونيا وأرمنيا تضمدان الآن جراحها، نرى اليونان تنتعش، ولكن العدالة الإنسانية مازالت بتراء ناقصة، وقد أدى نقص العدالة وجنون الذين يزعمون أنهم عقلاؤنا إلى جعل مصر ضحية الصلح الكبرى، ومع ذلك فإن أرض منفتاح القديمة لا ينقصها ما يستوجب اعتراف العالم بجميلها فهى المربية الروحية لليونان وكهنتها".
الدور الذى لعبه أناتول فرانس فى مساندة الثورة المصرية، جعل الكاتب الكبير وأبو الرواية المصرية محمد حسين هيكل، يكتب عنه فى كتابه "فى أوقات الفراغ (مجموعة رسائل أدبية تاريخية أخلاقية فلسفية)" الصادر عام 1924: "من حق أناتول فرانس على المصريين أن يذكروه يوم الاحتفال ببلوغه الثمانين، فقد عرف هذا الكاتب الحكيم ما أصاب مصر من ظلم وما تتطلع إليه من حرية ومجد يوم كان الوفد المصرى فى باريس سنة 1919" وتابع "كنا نود أن نذكرأناتول فرانس وأن نشارك العالم فى الاحتفال به بشرح فكرته وكتبه لكن فكرة أناتول فرانس فكرة واسعة المدى، وكتبه من تلك الكتب الدقيقة التى تحتاج منا عناية كبرى".