الصحابى طليحة بن خويلد، من أشجع فرسان المسلمين، ونظرًا لقوته وشجاعته قيل إنه بألف فارس، من ضمن المعارك التى خاضها مع المسلمين معركة القادسية نهاوند، وكتب عمر إلى سعد بن أبي وقاص: أن شاور طليحة في أمر الحرب ولا توله شيئًا، وفى خلال السطور التالية سوف نستعرض أبرز محطات الفارس الشجاع.
ففى تاريخ الطبرى لـ ابن جرير الطبرى، وفي يوم عماس من أيام القا دسية: غامر طليحة وكان مقدامًا لا يهاب الموت، ويعدل ألف فارس -وعبر بمفرده نحو الفرس فجاءهم من وراء العتيق، حيث الجسر المردوم، حتى صار خلف صفوفهم، ومن هناك كبر ثلاث تكبيرات ارتاع لها الفرس، فظنوا أن جيش الإسلام جاءهم من ورائهم .
وتعجب المسلمون وكف بعضهم عن بعض.. فلله در رجل يرعب تكبيره الفرس... ويخاطب طليحة الفرس بعدهم قائلاً : لا تعدموا أمرًا يضعضعكم.
بعث سعد طلحة بن خويلد وعمرو بن معدي كرب الزبيدي في غير قوة من خيل، كالطليعة في دورية استكشافية، فكان طليحة وحده مكلفًا بعسكر رستم، وكان عمرو في خمسة من أصحابه مكلفًا بعسكر جالينوس، وأمرهم أن يصيبوا له رجلاً منهم ليستخبره، فلما تجاوز طليحة وعمرو قنطرة القادسية لم يسيروا إلا فرسخًا وبعض فرسخٍ - حوالي سبعة كيلو مترات - حتى رأوا خيلاً عظيمةً، وقوات المجوس تتحرك بسلاحها قد ملئوا الطفوف , قال بعضهم : ارجعوا إلى أميركم فإنه سرحكم، وهو يرى أن القوم بالنجف، فأخبروه بالخبر، وقال بعضهم : ارجعوا، لا ينذر بكم عدوكم , فقال عمرو : صدقتم، وقال طليحة : كذبتم، ما بُعثتم لتخبروا عن السرح، وما بعثتم إلا للخبر، قالوا: فما تريد ؟ قال : أريد أن أخاطر القوم أو أهلك فقالوا : أنت رجل في نفسك غدر، ولن تفلح بعد قتل عكاشة بن محصن؛ فارجع بنا. فأبى، ثم فارقهم يريد معسكر رستم في مغامرة خطيرة.