تشارلى شابلن.. أسطورة كوميدية عرفتها البشرية، ولد فى 16 أبريل 1889، وعرف خلال مسيرته الفنية بكونه متعدد المواهب، فجمع بين التمثيل الكوميدى، وكتابة السيناريو، وتصميم الرقصات، والإخراج.
فى كتاب "تشابلن أبى" الصادر فى نسخته العربية مؤخرا عن دار المدى للنشر فى بغداد، كشف تشارلز تشابلن جونير، جانبا آخر، أو وجها آخر لم يكن يعرفه الكثيرون عن حياة الأسطورة الكوميدية والده تشارلي تشابلن.
أولى هذه الجوانب، التى يرويها الابن عن والده، هى أن تشارلي تشابلن حلم بتأسيس مدينة فاضلة من خلال الفن، قوامها الأساسى هو تفاعل الثقافات، وكان خلال حياته منحازا للكادحين، وداعيا لنبذ التعصب.
أما عن طفولته، فيكشف الابن أنه عاش طفولة صعبة وقاسية وتعيسة مع والده، ففى طفولته كان يرى والده فى حالة سكر، وغائبا معظم الوقت عنه، بينما كانت والدته هى التى تكافح من أجل كسب المال.
هذه الطفولة القاسية هى نفسها التى عانى منها تشارلى شابلن أيضا، ففى طفولته عانى من الجوع والبرد، وحينما بلغ الـ5 من عمره وضعته أسرته ملجأ لأنها كانت عاجزة عن رعايته، كان هذا الملجأ أشبه بثكنة عسكرية، ظل فيها لمدة عامين قبل أن تسترده والدته من جديد، وتعود به إلى البيت، لكنه كان أدرك أن "الفقر خير معلم".
ومن بين ما يرويه الابن عن والده، يذكر أنه تشارلى قال له ذات يوم: "عليك فقط أن تؤمن بنفسك، ذلك هو السر، فحتى عندما كنت أعيش في الملجأ، أو أهيم على وجهي بحثا عما يسد رمقي ويبقيني على قيد الحياة كنت أعتبر نفسي دائما أعظم ممثل في العالم، وفي تلك اللحظات بالذات كان عليّ أن أشعر بهذا الامتلاء الذي يأتي من الثقة الكلية بالنفس، ودون ذلك سيكون مصيرك الهزيمة".
ومن المعاناة إلى الموهبة، يتحدث الابن عن موهبة والده المبكرة التى بدأت مع الأداء المسرحي في سن مبكرة، حتى وصل إلى سن 19 عاما، ووقع عقدا مع شركة "فريد كارنو" وسافر إلى الولايات المتحدة في عام 1914، ثم بدأ نجمه بالظهور مع استوديوهات كيستون، مرورا إلى اللحظة التى غيرت حياته، حينما تمكن من إظهار شخصية الصعلوك بداخله، وهي الشخصية التي يرى الابن أنها كانت "الذات البديلة" التي كان والدها يخفيها بداخله، لكنه أبقته دوما طفلا لا يكبر أبدًا.
تلك الذات البديلة، هى التى جعلته في غضون أشهور قليلة، الممثل والمخرج الأعلى أجرا في العالم، ففي عام 1916 كان يحصل على 670 ألف دولار أمريكي سنويا، وهو أجرأ كان جدير فى حينذاك بأن يتصدر عناوين الصحف.
وبعدما سمح تشارلى شابلن بشخصية "الصعلوك" بالخروج إلى الناس، كونت قاعدة جماهيرية كبيرة جدا بدأ بعدها في إخراج أفلامه، حتى أصبح بحلول عام 1918 أحد أكثر الشخصيات المعروفة في العالم.