ذهب البارون إمبان، إلى واحدة من أنجح التجارب العمرانية فى أوائل القرن العشرين، حيث استطاع تحويل الصحراء إلى ضاحية نابضة بالحياة متكاملة الخدمات، تضم كل فئات الشعب وأطيافه.
كما كانت مصر الجديدة بوتقة انصهر فيها العديد من الطُّرُز المعمارية الجديدة والمبتكرة، والتى دمجت الطراز الإسلامى مع الطراز الهندوسى والأوروبي، ويعد قصر البارون الذى استمر بناؤه خمسة أعوام من 1907 حتى 1911 أكبر شاهد على هذا التنوع، حيث استوحى تصميمه المهندس الفرنسى ألكسندر مارسيل من طراز المعابد الكمبودية.
لم يتم تصميم مدينة مصر الجديدة الجميلة كمشروع معمارى وحضرى مبتكر فقط ، يعيد إحياء التراث الإسلامى الغنى لمصر بشكل جديد، ولكن رأى مؤسساها أيضًا- وهما البارون إمبان، وشريكه باغوص نوبار باشا- أن تكون المدينة شاملة وعالمية، وبها مواقع يجلها المسلمون والمسيحيون واليهود على حد سواء.
كما فكر البارون فى إنشاء خط للمترو بها ليعمل على جذب أكبر عدد من المصريين للسكن فى هذه الضاحية الجديدة، حيث كلف المهندس البلجيكى "أندريه برشلو" الذى كان يعمل فى ذلك الوقت مع شركة مترو باريس بإنشاء خط مترو يربط الحى أو المدينة الجديدة بالقاهرة.
وقد عشق إمبان مصر كثيرًا واتخذ قرارًا مصيرًيا بالبقاء فى مصر حتى وفاته. وكتب فى وصيته أن يدفن فى تراب مصر حتى ولو وافته المنية خارجها. وبدأ يبحث لنفسه عن مكان ليعيش فيه ليكون قصره "قصر البارون" الذى أصبح الأوحد من نوعه فى العالم حتى الآن.