عقبة بن نافع،عرف عنه أنه من أبرز وأشجع فرسان المسلمين، برزت شخصية القائد الإسلامي العظيم عقبة بن نافع كشخصية عسكرية كبيرة في التاريخ الإسلامي، وفي سجل الانتصارات العظيمة لأمة التوحيد، فهو من أوائل الفاتحين الذين شقوا طريق الإسلام عبر المغارب الأدنى والأوسط والأقصى منها حتى وصل سواحل الأطلسي أو ما يعرف حينها ببحر الظلمات، وفى خلال السطور التالية سوف نرصد خبرته العسكرية فى إدارة المعارك.
ففى كتاب سير أعلام النبلاء، لشمس الدين الذهبى، يقول تميز عقبة عسكرياً برجاحة عقله، وبخبرته في أمور الحرب والمكيدة والتدابير اللازمة، فكان يقتنص الفرص، ويفرض الحيل، وكان لماحاً متيقضا، قادراً على إدارة الأزمات، وإصدار القرارات سريعاً كلما دعت الحاجة إلى ذلك، كما كان حريصاً على سلامة جنوده، وكان يتحمّل مسؤوليّتهم، إضافة إلى أنه كان مُتمكِّناً في الاستراتيجيّات العسكرية، ذا معرفة فيها، كمبدأ المُباغتة، وتأمين خطوط المواصلات، وإرسال الاستطلاعات، والحفاظ على المعنويّات، وغيرها من الاستراتيجيّات العسكريّة، وكان مدرِكاً لنفسيّات جنوده، فيدخل الأمان إلى قلوبهم، ويدرك نفسيات أعدائه فيدخل عليهم الرعب في الحروب.
لم يقف عمل عقبة على الخطط العسكرية والفتح، بل رافق ذلك بناء المساجد، مثل مسجد درعة، ومسجد ماسة بالسوس الأقصى، كما كان يترك نفراً من أصحابه يعلمون الناس القرآن وشرائع الإسلام، ومن هؤلاء شاكر الذي بنى رباطاً ما بين بلدتي مراكش وموجادور، ولا زال موقعه باقياً إلى اليوم، وهو المعروف عند العامة بالمغرب الأقصى بسيدي شاكر، ويظهر أن أغلبية بربر المغرب الأقصى أسلموا على يده طوعاً مثل صنهاجة وهسكورة وجزولة، كما أخضع المصامدة، وحملهم على طاعة الإسلام. وكي يأمن القبائل الكثيرة من الانتقاض عليه، كان عقبة يولي عليها رجلاً منها مثلما فعل مع مصمودة، فقد ترك عليها أبا مدرك زرعة بن أبي مدرك، أحد رؤسائها، الذي شارك في فتح الأندلس فيما بعد.