من أبرز الشعراء فى العصر الأموى كان بشار بن برد، والذى مات فى سنة 167 هجرية، لكن ما سبب مقتله، وما الذى يقوله التراث الإسلامى فى ذلك؟
يقول كتاب البداية والنهاية تحت عنوان "بشار بن برد"
أبو معاذ الشاعر مولى عقيل، ولد أعمى، وقال الشعر وهو دون عشر سنين، وله التشبيهات التى لم يهتد إليها البصراء.
وقد أثنى عليه الأصمعى والجاحظ وأبو تمام وأبو عبيدة، وقال له: ثلاثة عشر ألف بيت من الشعر.
فلما بلغ المهدى أنه هجاه وشهد عليه قوم أنه زنديق أمر به فضرب حتى مات عن بضع وسبعين سنة.
وقد ذكره ابن خلكان فى الوفيات: فقال: بشار بن برد بن يرجوخ العقيلى مولاهم، وقد نسبه صاحب الأغانى فأطال نسبه.
وهو بصرى قدم بغداد أصله من طخارستان، وكان ضخما عظيم الخلق، وشعره فى أول طبقات المولدين، ومن شعره البيت المشهور:
هل تعلمين وراء الحب منزلة * تدنى إليك فإن الحب أقصاني
وقوله:
أنا والله أشتهى سحر عينى * ـك وأخشى مصارع العشاق
وله:
يا قوم أذنى لبعض الحى عاشقة * والأذن تعشق قبل العين أحيانا
وله
قالوا لم لا نرى عينيك قلت لهم * الأذن كالعين تروى القلب مكانا
وله:
إذا بلغ الرأى التشاور فاستعن * بحزم نصيح أو نصيحة حازم
ولا تجعل الشورى عليك غضاضة * فريش الخوافى قوة للقوادم
وما خير كف أمسك الغل أختها * وما خير سيف لم يؤيد بقائم
كان بشار يمدح المهدى حتى وشى إليه الوزير أنه هجاه وقذفه ونسبه إلى شيء من الزندقة، وأنه يقول بتفضيل النار على التراب، وعذر إبليس فى السجود لآدم، وأنه أنشد:
الأرض مظلمة والنار مشرقة * والنار معبودة منذ كانت النار
فأمر المهدى بضربه فضرب حتى مات.
ويقال: إنه غرق ثم نقل إلى البصرة فى هذه السنة.