جاء القرآن الكريم على النبى محمد صلى الله عليه وسلم، قبل أكثر من 1400 عام، هدى للناس وبيان من الفرقان، فكان لسماعه فعل السحر، من عذوبة الكلمات ومعانيها التى أسرت قلوب المؤمنين، فكل آية من آيات الذكر الحكيم تحمل تعبيرات جمالية وصورا بلاغية رائعة.
وفى القرآن الكريم، نجد العديد من الآيات التى حملت تصويرا بالغا، وتجسيد فنى بليغ، ومفردات لغوية عذبة، تجعلك تستمتع بتلاوة كلمات الله التامات على نبيه، ووحيه الأخير إلى الأمة، ومن تلك الآيات الجمالية التى جاءت فى القرآن: ﴿ ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ﴾ (سورة التكاثر الآية:7).
والمقصود بعيْن اليقين: نـَفـْسَ اليَقين وهو المشاهدة، ما هكذا ينبغي أن يلهيكم التكاثر بالأموال، لو تعلمون حق العلم لانزجرتم، ولبادرتم إلى إنقاذ أنفسكم من الهلاك، لتبصرُنَّ الجحيم، ثم لتبصرُنَّها دون ريب، ثم لتسألُنَّ يوم القيامة عن كل أنواع النعيم.
وبحسب تفسير القرطبى: ثم لترونها عين اليقين أي مشاهدة، وقيل: هو إخبار عن دوام مقامهم في النار; أي هي رؤية دائمة متصلة، والخطاب على هذا للكفافرين. وقيل: معنى لو تعلمون علم اليقين أي لو تعلمون اليوم في الدنيا علم اليقين فيما أمامكم، مما وصفت: لترون الجحيم بعيون قلوبكم; فإن علم اليقين يريك الجحيم بعين فؤادك; وهو أن تتصور لك تارات القيامة، وقطع مسافاتها. ثم لترونها عين اليقين: أي عند المعاينة بعين الرأس، فتراها يقينا، لا تغيب عن عينك، ثم لتسألن يومئذ عن النعيم: في موقف السؤال والعرض.