اعتقد المصرى القديم فى أهمية الحفاظ على الجسد بعد الوفاة لضمان الخلود فى العالم الآخر، لذا كان التحنيط عنصرًا أساسيًا فى الممارسات الجنائزية للمصريين القدماء، وكان يشرف عليه رمزيًا المعبود أنوبيس.
تتضمن عملية التحنيط العديد من الخطوات المعقدة التى كانت تستغرق حوالى 70 يومًا، وتكون مصحوبة بإقامة العديد من الطقوس وقراءة التعاويذ، حيث تزال أعضاء المتوفى بعناية من خلال شق صغير فى جسده وتحفظ فى أوان تعرف باسم الأوانى الكانوبية، ثم يجفف الجسم باستخدام ملح النطرون، وأخيرًا يلف بلفائف من الكتان، كما توضع التمائم السحرية داخل اللفافات حول أجزاء مختلفة من المومياء لحماية الجسد، وفى النهاية تحمل أسرة المتوفى مومياءه لوضعها فى تابوت لدفنه.
وفى هذا يوفر متحف التحنيط تعريفًا شاملًا بالعملية بأكملها من خلال شرح الأهمية الدينية للتحنيط والطقوس المرتبطة به، حسب ما ذكرت وزارة السياحة والآثار، مع عرض العديد من الأدوات المستخدمة، كما يعرض المتحف مجموعة من الأوانى الكانوبية، ومومياوات محنطة، وتوابيت مزينة بشكل متقن، وتمائم، وتماثيل المعبودات.
ويقع متحف التحنيط على كورنيش النيل شمال معبد الأقصر، وقد افتتح خلال عام ١٩٩٧م، وهو أحد أهم المتاحف النوعية المتخصصة فى مصر، ويبرز عدداً من الموضوعات المتعلقة بالتحنيط والموت فى معتقد المصرى القديم مثل مواد التحنيط والأدوات المستخدمة فى تلك العملية، وأوانى حفظ الأحشاء، وآلهة التحنيط والجبانة، بالإضافة إلى عرض مجموعات من تمائم الحماية، ومجموعة متنوعة من التوابيت، واللوحات الجنائزية. ويعرض المتحف أيضاً عدداً من المومياوات البشرية ومجموعة من مومياوات الحيوانات مثل التماسيح، والقطط، والأسماك .