واحدة من أبرز الرموز دفاعًا عن حقوق المرأة المصرية اللاتى شكلن تاريخ الحركة النسوية فى مصر فى نهايات القرن التاسع عشر حتى منتصف القرن العشرين، هى هدى شعراوى، صاحبة تاريخ طويل فى حركة النضال فى مصر، والتى نستعرض سيرتها من خلال رمضانك تفاعلىبجريدة "انفراد" ضمن أيقونات مضيئة.
ولدت هدى شعراوى فى 23 يونيو عام 1879 بمدينة المنيا فى صعيد مصر، والدها محمد سلطان باشا، رئيس مجلس النواب المصرى الأول فى عهد الخديوى توفيق، والذى رحل وهو فى سن صغيرة، فربتها والدتها "إقبال" التى كانت شابة صغيرة السن ذات أصول قوقازية، وزوجة أبيها حسيبة، ونشأت مع شقيقها عمر فى منزل والدها فى القاهرة تحت وصاية ابن عمتها على شعراوى، والذى أصبح الوصى الشرعى والوكيل على أملاك أبيها المتوفى.
خلال حياتها في منزل عائلتها ظلت هدى شعراوى تعانى كونها أنثى، فمنذ مرحلة البلوغ عانت من التفرقة بين الجنسين "بينها وبين شقيقها"، وهو ما كتبته في مذكرتها والتى حكت بالتفصيل عن المتغيرات والصدمات التى تعرضت لها، ولكن كون ذلك أمر سلبى بالنسبة لها، إلا أنها حولت ذلك إلى إيجابى فتغير تفكيرها وشخصيتها وأصبحت المدافعة عن حقوق المرأة المصرية، ورمز من رموز النضال.
وتحكى هدى شعراوى فى مذكراتها : تفضيل أخيها الصغير "خطاب" عليها وإعطائه معاملة خاصة، على الرغم من أنها تكبره بعشرة أعوام، وعند طرح تساؤلها اكتشفت المعنى الظاهر للنوع الاجتماعى حيث قيل لها أن أخاها رغم كونه أصغر سنا فإنه يومًا ما سوف يصبح مسئولا عن إعالة الأسرة، لذلك فإن كونه ذكر يتيح له امتيازات أكثر.
وتسرد هدى شعراوى قائلة: إنهم كانوا فى المنزل يفضلون دائمًا أخاها الصغير فى المعاملة، ويؤثرونه عليها، وكان المبرر الذى يسوقونه إليها أن أخاها هو الولد الذى يحمل اسم أبيه، وهو امتداد الأسرة من بعد وفاته، أما هى فمصيرها أن تتزوج أحدًا من خارج العائلة، وتحمل اسم زوجها".
ومن أبرز المواقف التي مرت بها وكان لها تأثير سلبى على نفسيتها هو يعد موقف مرضها بالحمى من أبرز المواقف التى أثرت فيها بشكل سلبى، خاصة أن اهتمامهم بأخيها من جانب والدتها، التى كانت لا تغادر الفراش، أول الصدمات التى جعلتها تكره أنوثتها - بحد وصفها - فقط لأنه ولد".
وفى عام 1908، أنشأت أول جمعية خيرية تديرها نساء مصريات، وتقدم الخدمات الاجتماعية للنساء والأطفال الفقراء، وقالت إن مشاريع الخدمة الاجتماعية التى تديرها النساء مهمة لسببين، فمن خلال الانخراط فى مثل هذه المشاريع، ستوسع المرأة آفاقها وتكتسب المعرفة العملية وتوجه تركيزها إلى الخارج، وثانيًا: من شأن مثل هذه المشاريع أن تتحدى وجهة النظر القائلة بأن جميع النساء كائنات بحاجة إلى الحماية.
وتعد هدى شعراوى أول امرأة مصرية طالبت بحقوق النساء فى المشاركة بالحياة السياسية، حيث قامت بتأسيس مجموعة الاتحاد السياسى المصرى، وفى عام 1914 أسست الجمعية الفكرية للمرأة المصرية، وفى عام 1923، أسست الاتحاد النسائى المصرى ، والذى كان عليها أن تظل نشطة طوال حياتها، ويتألف اتحاد النقابات المصريين من نساء مصريات من الطبقة العليا والمتوسطة، وكان فى أوجها حوالى 250 عضوة، وبعد مسيرة طويلة من العطاء والنضال من أجل المرأة رحلت عن عالمنا في 1947م.