يتدفق ملايين السياح إلى برج بيزا المائل كل عام منجذبين إلى ميله الذى يتحدى الجاذبية، والذى صمد لقرون، لكن إلى متى سيستمر هذا البرج الإيطالى الشهير؟
بدأ البناء فى برج الجرس داخل بيازا ديل دومو أو ساحة الكاتدرائية في عام 1173 ، وظل مستمرا على مدى قرنين من البناء المتقطع الذى توقف بسبب الحروب، ومن الطوابق القليلة الأولى لاحظ بناة البرج ميلًا نحو الجنوب بسبب هبوط التربة لارتفاع منسوب المياه فى المنطقة.
بدلاً من هدم المبنى والبدء من جديد قرر البناة الإبداع، فقاموا ببناء كل طابق بزاوية لمحاولة تصحيح الميل حيث قال جابرييل فيورنتينو زميل أبحاث ماري كوري في قسم الهندسة المدنية في جامعة بريستول في المملكة المتحدة إن هذا أدى إلى "شكل بيرج بيزا المائل".
عند اكتماله في عام 1370 مال البرج بمقدار 1.6 درجة حيث كان الهيكل النهائي عبارة عن أسطوانة مجوفة ترتفع ثمانية طوابق يصل ارتفاعها إلى 196 قدمًا (60 مترًا) وكان هيكلها الحجرى - المكون من شظايا صخرية - مغطى بالرخام والأعمدة والأقبية.
مع زيادة ميل البرج تدريجيًا إلى 5.5 درجة، اتخذت الحكومة الإيطالية إجراءات لحماية المعلم الأثرى التاريخى السياحى، ووفقًا لفيورنتينو ففي عام 1990 ، عينت لجنة من الخبراء للتخفيف من الميل لكن دون القضاء عليه لأنه من عوامل الجذب السياحي.
وقال فيورنتينو لـ Live Science: "إنه أحد رموز إيطاليا.. هناك جدل كبير حول مقدار التغيير الذى يمكننا تغييره حول النصب ... إنه جزء من الثقافة".
وضعت اللجنة المشرفة على تخفيف ميل البرج لأول مرة 600 طن من الرصاص بقاعدة الجانب الشمالى من البرج عام 1993 لكن هذا لم يوقف معدل الميل، حتى بعد أن أضافوا 300 طن إضافى إلى الجانب الشمالى، جنبًا إلى جنب مع المراسى الأرضية، وفقًا لفيورنتينو.
وبعد المزيد من العصف الذهنى استخدمت اللجنة أنابيب طويلة لإزالة التربة أسفل الجانب الشمالي من أساس البرج وقللت هذه الجهود من ميل البرج بنسبة 10%، ما جعله يميل بمقدار 5 درجات حيث قال فيورنتينو: "عندما فعلوا ذلك ، قالوا إنهم أعادوا ساعة البرج إلى الوراء بمقدار 200 عام".
وأضاف أن هذا كان إصلاحًا مؤقتًا فقط، ومن المستحيل تقدير المدة التى سيقف فيها البرج متابعا: "فى غضون 300 عام ، يمكن أن يميل بدرجة 5.5 درجة مرة أخرى".
وقال إن البرج سيظل قائما ولن يسقط لسببين الأول أن الانقطاعات الطويلة على مدار فترة بناء البرج الهيكل أعطته وقتًا للاستقرار في التربة بالإضافة إلى ذلك فإن قاعدة البرج أكثر سمكًا من النصف العلوي المغلف بالعمود مما يجعله أكثر استقرارًا.