يواصل المسيحيون الاحتفال بأسبوع الآلام، الذي يبدأ من "أحد الشعانين" المعروف بعيد "السعف" ويحل اليوم خميس العهد، أو الخميس المقدس أو خميس الأسرار وهو عيد مسيحى أو يوم مقدس يسبق عيد الفصح، ويعد ذكرى العشاء الأخير للسيد المسيح مع تلاميذه وهو اليوم الذى غسل فيه المسيح أرجل تلاميذه ووعظ فيهم بأن يحبوا بعضهم البعض كما أحبهم هو وترك لهم وصيته.
المناسبة
وبحسب الرواية الإنجيلية، احتفل المسيح فى هذا اليوم مع التلاميذ الاثنى عشر فى القدس، وبعد أن تناولوا العشاء، قدم المسيح الخبز على أنه جسده، وكأس النبيذ على أنها دمه، وطلب استذكار هذا الحدث إلى أن يأتى ثانية، مؤسسًا بذلك القداس الإلهى وسر القربان، حفل العشاء الأخير بالعديد من الأحداث، فقد تنبأ يسوع أن يهوذا سيخونه، وأن بطرس سينكره ثلاث مرات قبل صياح الديك، وقدم خطبته الأخيرة للتلاميذ، والتى تدون بشيء من التفصيل فى إنجيل يوحنا "التلميذ الذى كان متكئًا على حضن يسوع خلال العشاء" حسب التقليد.
وركز يسوع فى هذه الخطبة، على المحبة معتبرًا إياها العلامة الفارقة: "بهذا يعرف الجميع أنكم تلاميذى: إن كنتم تحبون بعضكم بعضًا"، (يوحنا 13: 35). وكان يسوع قد بدأ العشاء بأن غسل أقدام التلاميذ حسب عادة العبيد، ليعلمهم بالفعل لا بالقول فقط، والعطاء وروح الخدمة، وكان الختام بتلاوة المزامير 115-118 المرتبطة تقليديًا بعيد الفصح حسب ما يذكر إنجيل متى.
بعد العشاء، غادر يسوع ومعه التلاميذ إلى خارج المدينة نحو جبل الزيتون، حيث كان يمضى أغلب وقته، وفى الجثمانية، أخذ معه بطرس وابنا زبدي، ثم انفرد بنفسه لكى يصلي، وأعلن عن حزنه وقد ظهر له ملاك من السماء يشدده، من هنا يعتبر هذا اليوم (خميس العهد) بداية العهد الجديد بدمه الكريم مقدمًا خلاصه للكنيسة ممثلة فى التلاميذ القديسين، من خلال جمعه بين ذبيحة الصليب والقيامة لذلك فيوم خميس العهد يمثل مركز الأحداث الخاصة بالآلام والموت والقيامة.
الطقوس
فى خميس العهد ،يحتفل المسيحيون باجتماع "السيد المسيح " مع تلاميذه لتناول العشاء الأخير، حيث قام عن المائدة وغسل لهم أرجلهم بمن فيهم «يهوذا» الذى سلمه لجماعة اليهود تمهيدًا لصلبه، وقال لهم السيد المسيح علانية "واحد منكم سيسلمنى" .
وطبقًا لهذا التقليد رتبت الكنائس تقليد الصلاة على مياه تُسمى "صلاة اللقان"، وبعد الصلاة يقوم الآباء الكهنة والأساقفة بغسل أرجل جميع الشعب طقس اللقان يرتبط غالبًا بالأعياد ذات الصلة بالماء، إذ تهدف الكنيسة من طقس اللقان فى عيد الغطاس، أو "الظهور الإلهى"، أن تتذكر معمودية السيد المسيح، وفى قداس "خميس العهد" يقام اللقان، لتذكر تواضع السيد المسيح حينما انحنى ليغسل أرجل تلاميذه، ويقام الطقس نفسه فى عيد الرسل، لأن الرسل تشبهوا بالمسيح فى الخدمة.